تعهّد بوريس جونسون دعم خليفته ليز تراس بثبات بينما غادر داونينج ستريت لآخر مرة بصفته رئيسا للوزراء استعدادا لتقديم استقالته. وودّع جونسون الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها بريكست وكوفيد وانتهت قبل أوانها بفعل الفضائح، أنصاره الذين هتفوا وصفقوا له، قبل أن يتوجّه للقاء الملكة إليزابيث الثانية. وشبّه نفسه بـ»صاروخ داعم أتم مهمّته» وسيسقط في «نقطة نائية وبعيدة عن الأنظار في المحيط الهادئ». لكنه أكد «سأدعم ليز تراس والحكومة الجديدة في كل خطوة». وحضّ حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات داخل صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة التي يبدو أنها ستطغى على عهد تراس. وأضاف «إذا كان بإمكان ديلين (كلبه) ولاري (هرّ داونينج ستريت) تجاوز الصعوبات التي تطغى على العلاقة بينهما بين حين وآخر، فبإمكان الحزب المحافظ أيضا القيام بذلك». ويعد تسليم السلطة في بريطانيا عادة عملية سريعة إذ يتوجّه القادة الذين يغادرون مناصبهم والقادمين على حد سواء إلى قصر باكينجهام في وسط لندن. لكن سيتعيّن على جونسون وتراس هذه المرة قطع مسافة 1600 كلم للتوجّه إلى منتجع الملكة النائي في بالمورال في مرتفعات اسكتلندا. ويتوقع هطول أمطار غزيرة وهبوب عواصف، وهي أجواء تعكس الوضع الاقتصادي القاتم الذي سيتعيّن عليها وعلى كبار وزرائها الجدد التعامل معه من اليوم الأول. ومن المقرر أن يتم الانتهاء من التعيينات قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها على أسئلة النواب في البرلمان اليوم. ويتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينغ منصب وزير المالية وأن تسلّم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة سويلا برافرمان، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية. وفي حال تأكّدت التعيينات، فسيعني الأمر أن أيا من الوزارات الرئيسة الأربع لن تسلّم إلى رجل أبيض لأول مرة في التاريخ. وأمام تراس قائمة مضنية لأمور ينبغي إنجازها، في وقت تشهد المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. بلغ معدّل التضخم أعلى مستوى له منذ 40 عاما ليسجّل 10,1 في المئة في ظل توقعات بأن القادم أسوأ بينما يخيّم شبح الركود مع دخول فصل الشتاء.
مشاركة :