عدن - (أ ف ب): قتل 21 من مقاتلي قوات مؤيدة للانفصاليين الجنوبيين اليمنيين وستة من عناصر تنظيم القاعدة في هجوم للجماعة المتطرفة استهدف موقعا أمنيا جنوب اليمن أمس الثلاثاء، حسبما أفاد ثلاثة مسؤولين وكالة فرانس برس. وأفاد المسؤولون الأمنيون الحكوميون أنّ عناصر القاعدة هاجموا الموقع التابع لقوات «الحزام الأمني» النافذة في محافظة أبين الجنوبية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت حوالي ثلاث ساعات. وأكد المسؤولون الأمنيون أن القتلى الأحد وعشرين ينتمون إلى قوات «الحزام الأمني». تدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحكومة المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري بقيادة السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في شمال وغرب البلاد. وتشهد البلاد هدنة هشة منذ إبريل. ووفّرت الحرب في البلد الفقير موطئ قدم للجماعات المتطرفة وبينها تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الضربات التي شنّها التحالف بقيادة السعودية وكذلك الولايات المتحدة أضعفت هذه الجماعات في السنوات الاخيرة. وقالت قوات «الحزام الأمني»، التي تدربها الإمارات العضو في التحالف العسكري والتي تقاتل الحوثيين، في بيان إنّ هجوم تنظيم القاعدة الثلاثاء وقع «في إطار حملة عسكرية ضخمة أطلقتها القوات الجنوبية قبل أيام لمكافحة الإرهاب الذي انتشر في مناطق أبين ومديرياتها». وذكرت أنّ «قوات الحزام تمكّنت من أسر عدد من عناصر التنظيم». السبت الماضي، بث تنظيم القاعدة رسالة مسجّلة يناشد فيها موظف في الأمم المتحدة مختطف في اليمن منذ أكثر من ستة أشهر تلبية مطالب الجماعة لإنقاذ حياته، بحسب ما ذكر موقع «سايت» الذي يرصد الحركات الإسلامية المتطرفة. وغالبا ما تشهد مناطق جنوب اليمن انفجارات ناجمة عن سيارات مفخخة أو صواريخ بالستية تتّهم القوات الحكومية المتمردين بالوقوف خلفها. كما شن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية المتطرفان هجمات على القوات الحكومية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات، وخصوصا في مدينة عدن التي تتّخذها الحكومة عاصمة موقتة. وتسبّبت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب. تشكّلت قوات «الحزام الأمني» بدعم من الإمارات في ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج وأبين بهدف حفظ الأمن والاستقرار فيها. واضطلعت هذه القوات بدور مهم في طرد عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية التي وجدت في هذا الجزء من اليمن. والجنوب هو المقر الموقت للحكومة لكنه مقر الحركة الانفصالية في الوقت نفسه. انضوت هذه القوات لاحقا تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس عام 2017، وهي تقاتل الحوثيين لكنها تتنافس مع الحكومة على السيطرة على مناطق جنوبية في الوقت ذاته. ويبقى عدد المنضوين في إطار وحدات «الحزام الأمني» غير معروف، ولكن تقدر مصادر محلية أعدادهم بعشرات الآلاف من المقاتلين المسلحين والمدربين.
مشاركة :