رندة تقي الدين: عهد جديد مع ليز تراس في بريطانيا

  • 9/6/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ليز تراس (٤٧ سنة) تتسلم منصبها وهي ثالث سيدة بعد مارغريت ساتشرر وتيريزا مي، والتحديات الاقتصادية ضخمة امامها. فعليها ان تدير أمور بلدها وسط ازمة طاقة تدق ناقوص الخطر في جميع الدول الأوروبية. ترأس هذه الليبرالية حكومة مع خطة لتعزيز الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية وتخصيص مليارات من الجنيهات الإسترليني للحد من تكاليف الطاقة. لقد فازت في المنصب بتأييد سياسي اضعف مما حصل عليه عدد من اسلافها بعد ان هزمت منافسها ريشي سوناك في تصويت لاعضاء حزب المحافظين. وعلق مراقب للسياسة البريطانية انه ينقصها الكاريزما ولكن منافسها من اصل هندي وبريطانيا ليست بعد جاهزة لرئيس حكومة هندي ولو ان نشأ وعمل في بريطانيا ونجح كوزير للمالية. كانت في منتصف التسعينات تعمل في القطاع الاقتصادي في شركة شيل النفطية. وبدأت عملها السياسي بتسجيلها في حزب المحافظين آنذاك في غرينيش ثم انتخبت في مجلس البلدية . وفي ٢٠٠٥ استعان بها رئيس الحكومة السابق دافيد كامرون لدفع النساء في السياسة وتم انتخابها في نورفولك بريطانيا نائبة محافظة في ٢٠١٠ . فبعد ذلك عملت مع كاميرون ثم مع رئيسة الحكومة السابقة تيريزا مي ثم مع بوريس جونسون. عهد تراس سيكون معقد جدا أولا لأن الحزب المحافظ الذي يحكم منذ ١٢ سنة ضعف في ظل فضائح بوريس جنسون كما ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بالغ الصعوبة مثل معظم الدول الأوروبية وربما اكثر كون بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي. فكلفة الكهرباء للبريطانيين سنويا سترتفع ب٨٠ في المئة الى اكثر من ٣٥٠٠ سترليني وقد تصل الى ٦٠٠٠ في بداية ٢٠٢٣ مع حجم تضخم ب١٠،١ في المئة لسنة في يوليو وحسب غولدمان ساكس قد يرتفع مستوى التضخم الى ٢٢ في المئة في غضون بضعة اشهر. حسب تقدير مؤسسة Resolution Foundation قد تتقلص عائدات العائلات البريطانية ب١٠ في المئة من الآن الى ٢٠٢٣. شهدت بريطانيا إضرابات خلال الصيف وحذرت النقابات بالمزيد من الإضرابات اذا لم يتم مساعدة العائلات البريطانية. يوصي حزب العمال البريطاني بتجميد أسعار الطاقة. وتراس امتنعت عن ذلك في الصيف . ولكنها عادت منذ أواخر اوغوستوس الى الإعلان عن خطة انقاذ لم تكشف بعد عن تفاصيلها ولكن قد ترتكز على تجميد أسعار الطاقة ما سيكلف الدولة مليارات السترليني . والملفت ان معظم مسوؤلي الاتحاد الأوروبي قد يلجوؤن الى تجميد أسعار الطاقة ومساعدة العائلات خوفا من شلل البلدان بالاضرابات. تراس ركزت حملة انتخابها على خفض الضرائب فالسؤال من اين ستأتي الأموال لتواجه تجميد أسعار الطاقة ومساعدة الشعب لان خفض الضرائب سيمثل لبريطانيا عجز في الإيرادات بحوالي ٣٠ مليار سترليني. فتراس تراهن على النمو ولكن منافسها حذر من سياسة تزيد التضخم. وقد وعدت بالتخلص كليا من القوانين الأوروبية بعد البريكزيت الذي كانت تراس في البداية تعارضه ثم التحقت به عندما تم التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. تجدر الإشارة الى ان علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي سيئة خصوصا ان بريطانيا ترفض تنفيذ اتفاق ايرلندا الشمالية الموقع من حكومة جونسون. وستواجه تراس تردي قطاع الصحة الوطني وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا التي أدت الى ازمة الطاقة مع وقف امدادات الغاز الروسي انتقاما من العقوبات الأوروبية. فالسؤال هو هل تكون قادرة تراس على مواجهة هذه التحديات وهل تنجح في خلق نمو لاقتصاد يعاني من حرب على أبواب أوروبا. قد تظهر الأشهر القادمة اذا كانت تراس بمستوى هذه التحديات.

مشاركة :