أكدت الإدارة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن اتخذ قرارا نهائيا بعدم تصنيف روسيا كدولة "راعية للإرهاب". وهو تصنيف سعت أوكرانيا بينما حذرت موسكو من أن خطوة كهذه ستؤدي إلى انهيار العلاقات الأمريكية الروسية. "تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب ليس الوسيلة الأكثر فعالية أو الأقوى لمحاسبتها على غزوها أوكرانيا" اعتبرت الإدارة الأمريكية أنّه من غير المجدي في الوضع الراهن تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"، رافضة بذلك دعوات بهذا الصدد وجّهتها إليها سلطات كييف وبرلمانيون أمريكيون. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن اكتفى بالإجابة بـ"كلا" على سؤال بهذا الصدد طرحه عليه صحافيون الإثنين. وأنهت إجابة بايدن المقتضبة هذه شهوراً من الجدل الأميركي في هذا الموضوع. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في معرض شرحها للصحافيين جواب الرئيس بايدن، إنّ تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب "ليس الوسيلة الأكثر فعالية أو الأقوى لمحاسبتها" على غزوها أوكرانيا. وأوضحت أنّ مثل هكذا خطوة قد تضرّ كذلك بجهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا. وأضافت أنّ إدراج اسم روسيا على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب يمكن أن يؤدّي أيضاً إلى "تقويض (التحالف) المتعدّد الأطراف وغير المسبوق والذي كان فعّالاً للغاية في محاسبة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وكذلك أيضاً تقويض قدرتنا على دعم أوكرانيا" في المفاوضات. مستشفى سولوتشيف الأوكراني الذي دمرته القوات الروسية (يونيو/ حزيران 2022) وإذا أدرجت الولايات المتّحدة، أكبر اقتصاد في العالم، دولة ما على قائمتها للدول الراعية للإرهاب، فإنّ من شأن مثل هكذا خطوة أن تؤدّي إلى عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك تعريض البنوك والشركات الأمريكية لإجراءات قانونية. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالب في نهاية حزيران / يونيو بتصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"، وذلك غداة غارة روسية استهدفت مركز تسوّق وأسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الأقل. وفي واشنطن طالب برلمانيون أمركيون، تتقدّمهم رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، إدارة بايدن بالإقدام على هذه الخطوة بهدف زيادة الضغط على موسكو بعد مرور أكثر من ستّة أشهر على بدء غزوها أوكرانيا . وتضمّ القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب حالياً أربع دول فقط هي إيران وسوريا وكوريا الشمالية وكوبا. من جهته، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي "نعتقد أنها ليست الطريقة الأفضل والأكثر كفاءة وفعالية لمواصلة محاسبة روسيا". وأضاف أن الحكومة الأمريكية نظرت في التداعيات المحتملة لمثل هذا التصنيف وناقشت هذه الخطوة مع خبراء وخلصت إلى استنتاج مفاده أن مثل هذا التصنيف يمكن أن يعيق بالفعل جهود المنظمات غير الحكومية للحصول على الدعم الإنساني لأوكرانيا. وقال كيربي إن التصنيف كان من الممكن أن يؤثر سلبا أيضا على موقف أوكرانيا على طاولة المفاوضات إذا استؤنفت المحادثات مع روسيا. وصنف برلمان لاتفيا روسيا مؤخرا على أنها دولة راعية للإرهاب، ودعت الحكومة الأوكرانية الولايات المتحدة إلى أن تحذو حذوه. "الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر" وعلى صعيد منفصل طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإقامة "منطقة أمنية" لتجنّب أي حادث نووي في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تحتلّها القوات الروسية، محذّرة من أنّ "الوضع الراهن لا يمكن أن يستمرّ". وأكدت الهيئة الأممية في تقرير يقع في 52 صفحة أنّ "اتخاذ إجراءات موقتة أمر ملحّ"، داعية إلى "إقامة منطقة أمنية نووية" في هذا المجمّع الواقع في جنوب أوكرانيا. وشدّدت الوكالة على أنّ "عمليات القصف في الموقع ومحيطه يجب أن تتوقف لتجنّب التسبّب بأضرار جديدة بالمنشآت"، مشيرة إلى "ظروف التوتر القصوى" التي يعمل في ظلّها الطاقم الأوكراني في المحطة تحت إشراف القوات الروسية. وقُصفت هذه المحطة مرّات عدّة في الأسابيع الأخيرة ما أثار مخاوف من وقوع حادث نووي خطر، في الوقت الذي تتبادل فيه كييف وموسكو الاتهامات بهذا الشأن. ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقرير. وقال في رسالته المصوّرة اليومية إنّ "التقرير يشير إلى وجود معدّات عسكرية روسية في مجمّع محطة الطاقة النووية، والضغط الذي مورس على موظّفينا هناك، ويشير بوضوح إلى الاحتلال العسكري الروسي. وهذا أمر جيّد". أما روسيا فطلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقديم "تفسيرات إضافية" حول أجزاء من التقرير، وفقا لما نقلته وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية سيرجى لافروف اليوم. وقال لافروف في تصريحات لوكالة إنترفاكس للأنباء إن موسكو طلبت مزيدا من المعلومات حول نتائج بعثة الوكالة وأرسلت طلبا لتقديم معلومات إضافية. ونقلت إنترفاكس عن لافروف قوله "ثمة حاجة لتفسيرات إضافية لأن هناك عددا من القضايا في التقرير... لن أذكرها الآن، لكننا طلبنا توضيحات من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية". كما اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الغرب بالضغط على بعثة الوكالة في المحطة. ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب / رويترز/ د.ب.أ)
مشاركة :