نباتات المياه العذبة تجد موطأ قدم لها في غزة (تقرير)

  • 9/7/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القطاع يخلو من مصادر المياه الطبيعية العذبة كالأنهار والبحيرات - توفّر النباتات التي تعيش بالمياه العذبة نادرٌ إلا لأسباب متعلّقة بالدراسة أو الزينة من نهر الأمازون وبحيرات شرق آسيا، انتقلت مجموعة من النباتات المائية إلى أحواض زجاجية في قطاع غزة، ضمن مشروع صغير للإنتاج الزراعي. الفلسطيني وسيم نايف (35 عاما)، حوّل هذه الأحواض إلى نماذج تُحاكي النظام البيئي الخاص بالحياة النباتية والسمكية داخل الأنهار والبحيرات المعروفة بمياهها العذبة. أنواع مختلفة من النباتات المائية ذات الألوان الأخاذة التي تم توطينها داخل تلك الأحواض، أخضعها نايف لظروف بيئية خاصة تعمل على تسريع إنتاجها. وتتحرك بين تلك النباتات مجموعة من أسماك الزينة، إلى جانب أنواع من القشريات صغيرة الحجم مثل جمبري الزينة. ويخلو قطاع غزة من النمو الطبيعي لهذه النباتات وذلك لعدم وجود موارد مياه طبيعية عذبة كالأنهار والبحيرات. ويقول نايف، للأناضول، إن النباتات المائية بالتعاون مع أسماك الزينة والقشريات تمارس أدوارها في الحفاظ على حالة التوازن البيئي داخل الحوض. ويزوّد نايف تلك الأحواض بمواد حافظة صنعها بنفسه داخل غرفة صغيرة في منزله، حوّلها العام الماضي إلى معمل لإنتاج نباتات مائية ومواد خاصة بالعناية بها. كما توصّل إلى مركّبات للأسمدة الأكثر فعالية في إنتاج تلك النباتات والحفاظ عليها لأطول فترة مُمكنة. واستغل تخصصه الجامعي والمهني في هندسة الأجهزة الطبية لتدشين مشروع إنتاج النباتات المائية الذي أطلق عليه اسم "أكوا تك"؛ حيث يعمل على التسويق له عبر صفحة خاصة على فيسبوك. ** بداية المشروع في عام 2021، فُرض على نايف الحجر الصحي، جرّاء إصابته بفيروس كورونا، داخل غرفة فيها حوض أسماك الزينة المنزلي الخاص به. تراود إلى ذهنه آنذاك تساؤلات حول أسباب موت أسماك الزينة بعد أشهر من اقتنائها، فاستغل فترة الحجر الصحي في البحث عن تلك الأسباب. توصّل إلى أن السبب الرئيسي يرجع إلى زيادة نسبة الأمونيا في الأحواض نظرا لعدم تنقيتها جرّاء أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة منذ عام 2006. وتوصّل نايف إلى ضرورة توفير النباتات المائية للحفاظ على دورة الحياة السمكية داخل الأحواض المنزلية وزيادة متوسط أعمار الأسماك. هذه النباتات، بحسب نايف، إلى جانب مظهرها الجمالي التي تضفيه على الحوض الزجاجي تعمل أيضا على تنقية المياه من الأحماض الزائدة. وهكذا بدأ نايف بالبحث عن مُصدّري النباتات المائية حول العالم لاستيرادها إلى القطاع وإنتاجها بكميات تجعل اقتناءها ممكن للمولعين بتربية أسماك الزينة. ** إنتاج النباتات المائية ويمر إنتاج النباتات المائية في عمليات طويلة ومعقّدة لما تحتاجه من ظروف بيئية خاصة. ويجري نايف دراسة لنوعية المياه التي ستزرع فيها هذه النباتات، من حيث نسبة الملوحة ونسبة الأمونيا أو النترات أو سليكات الصوديوم بداخلها. ويضيف: "نستخدم في العادة المياه العذبة للإنتاج الزراعي ولتربية الأسماك، وذلك لأن المياه الواصلة إلى المنازل عالية الملوحة وملوّثة، ولا يمكن أن تساهم في الوصول إلى التوازن البيئي المطلوب". وأوضح أنه يجري أيضا دراسة للمياه لمن يرغب في زراعة النباتات المائية لديه، أو تربية الأسماك. وتطلبت عملية إنتاج ونمو النباتات إلى أسمدة ومنظم ثاني أُكسيد الكربون كي يتم ضخه بنسب معينة في المياه وأيضا مصدر إنارة بديل عن ضوء الشمس. ولتقليل تكلفة الإنتاج وللتغلب على أزمة الطاقة الكبيرة، اعتمد نايف على خلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء لمنظّمات غاز ثاني أكسيد الكربون (يعمل على تسريع نمو النبات) وتوفير الإضاءة. وأردف: "شراء هذه المنظّمات من الخارج مكلف جدا، لذا صنعتها بشكل محلي من خلال إعادة تدوير منظّمات أكسجين وأنابيب طبية تالفة". كما أوجدت هذه النباتات، وفق نايف، حلا لتنقية المياه طبيعيا دون الحاجة لجهاز تنقية كهربائي "فلتر"، إذ تعمل على امتصاص الشوائب فيما تعكف الأسماك على التهام الأجزاء المتحللة من النباتات فتبقي المياه صافية. وفي السياق، فإن هذه النباتات أوجدت حلا أيضا لمشكلة المياه التي يعاني منها قطاع غزة، حيث كان مربو أسماك الزينة يفرغّون الأحواض مرة واحدة أسبوعيا على الأقل وإعادة تعبئتها حرصا منهم على وجود مياه نقية بداخل الحوض، كما قال. لكن مع وجود النباتات التي تُنجز عملية التنقية ذاتيا، قال نايف إنه لا يَلزم تفريغ الأحواض إلا من بضعة لترات كل أسبوع أو أسبوعين وفق جودة المياه. وتقلل هذه التقنية من كميات الطعام الصناعية التي تُقدّم للأسماك، حيث تعتمد بشكل أساسي، بحسب نايف، على النباتات كغذاء لها فتوفّر بذلك ثمن الغذاء اللازم لها. وتتيح هذه النباتات أيضا مجالا للأسماك لإخفاء بيوضها بعيدا عن أنظار الأسماك الكبيرة، كما تساعد الصغير منها على الاختباء؛ الأمر الذي يساهم بحسب نايف في زيادة الإنتاج السمكي. وأوضح أن متوسط أعمار الأسماك في هذه الأحواض التي أصبحت مستقرّة للحياة المائية، ازداد، في حين أن دورة الحياة مستمرة من خلال التكاثر. ** إنتاج أسمدة ومواد أُخرى يقول نايف إنه نجح في صناعة سماد خاص بالنبات المائي يعمل على تسريع النموّ وفق المطلوب. ويضيف إنه توصّل إلى مكوّنات السماد الحالي بعد أن أجرى دراسة على عدد من أنواع الأسمدة المستوردة من دول أوروبية، وأخضعها للدراسة للتعرف على تركيبتها الأساسية. وعكف نايف على تجميع أفضل نتائج تلك المكونات، لتشكيل مكوّن سمادي جديد، يتم تصنيعه في معمل جامعة الأزهر بمدينة غزة، وتسليمه له على شكل عبوات. واستكمل قائلا: "هذا السماد يعتمد على نسب معينة من المواد المكوّنة له كالفسفور والبوتاسيوم والنحاس والزنك وغيرها من المواد". وفي ختام حديثه، عبّر نايف عن آماله في تصدير كميات كبيرة من النباتات المائية إلى الخارج، لافتا إلى توقعاته بنقل أول كمية من هذه النباتات عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، إلى مدن الضفة الغربية عام 2023. وبحسب أدهم البسيوني، متحدث وزارة الزراعة في غزة، فإن النباتات المائية لا تتوفر في القطاع إلا بشكل محدود جدا، وذلك لعدم وجود موارد مائية طبيعية عذبة كالأنهار والبحيرات. وأضاف في حديثه للأناضول، "هذه النباتات منتشرة بشكل واسع في أنحاء العالم لكنها في قطاع غزة محدودة الوجود بسبب انعدام الموارد المائية العذبة". وأوضح أن تواجد هذه النباتات في غزة يكون لأسباب مختلفة كإجراء الأبحاث العلمية عليها أو لاستخدامها للزينة في برك منزليّة. وأشار إلى أن ما يتوفر في غزة لا يمكن الاعتماد عليه بشكل تجاري (واسع)، وذلك لندرة توفر هذه النباتات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :