قال رئيس الوزراء الألباني أدي راما إن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ودعت جميع الدبلوماسيين الإيرانيين وموظفي السفارة الإيرانية للمغادرة خلال 24 ساعة. وتتهم السلطات الألبانية طهران باستهداف أمنها الداخلي وشن هجمات سيبرانية واسعة النطاق تسببت في وقت سابق في تعطيل العديد من المصالح الحكومية الألبانية. وأعلنت شركة "مانديانت" الأميركية الرائدة في مجال الأمن السيبراني، في أغسطس/ آب الماضي، أن هجوما إلكترونيا أغلق مؤقتا العديد من الخدمات والمواقع الرقمية الخاصة بالحكومة الألبانية منتصف يوليو/ تموز الماضي، مرجحة أن الهجوم يقف وراءه "قراصنة مؤيدون لإيران كانوا يسعون إلى تعطيل مؤتمر لجماعة معارضة إيرانية في ألبانيا". وأوضحت الشركة أن منفذي الهجوم الإلكتروني قاموا به دعما لجهود طهران المناهضة للمعارضين، وذلك استنادا إلى عدة عوامل منها التوقيت، ومحتوى قناة التواصل الاجتماعي المستخدمة لإعلان المسؤولية، وأوجه التشابه في الشفرة الإلكترونية للبرمجية الخبيثة مع تلك المستخدمة منذ فترة طويلة لاستهداف الناطقين باللغتين الفارسية والعربية. وألغي مؤتمر كان من المقرر أن تعقده جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المنشقة في يوليو الماضي بعد تحذيرات من جانب السلطات الألبانية من تهديد إرهابي محتمل. ويقيم حوالي ثلاثة آلاف معارض إيراني من جماعة مجاهدي خلق في مخيم "أشرف 3" الواقع بمنطقة مانيز على بعد 30 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة الألبانية تيرانا. وتأسست جماعة مجاهدي خلق عام 1965 من قبل نخبة من المثقفين الإيرانيين المناهضين لنظام الشاه بغية استبداله بنظام شعبي ديمقراطي وتعتبر من أكثر أشكال المعارضة الإيرانية تنظيما. وادعت جماعة تطلق على نفسها اسم "هوملاند جاستس" مسؤوليتها عن الهجوم السيبراني، الذي استخدم برمجية لتزييف البيانات. وفي كانون الثاني/ يناير من عام 2020، طردت ألبانيا دبلوماسييْن إيرانييْن "لنشاط مع يتناسب مع وضعهما الدبلوماسي"، وهي عبارة تستخدم عادة في حال التجسس. وكانت ألبانيا طردت في ديسمبر كانون الأول 2018 سفير إيران ودبلوماسيا آخر "للإضرار بالأمن القومي". وقالت إيران في ذلك الوقت إن ألبانيا تصرفت تحت ضغط من إسرائيل والولايات المتحدة.
مشاركة :