العطاء فضيلة من الفضائل الإنسانية، وهو تفضيل مصلحة الآخرين عن مصلحة الذات، والتخلص من الأنانية وحب التملك أيضًا فمن خلال العطاء دائمًا يفضل الإنسان مصحلة الغير عن مصلحة نفسه مما يعمل على بناء روح التعاون والإيثار في نفوس الآخرين للعطاء آثار إيجابيّة كثيرة تعود بالنفع على صاحبه، والمُجتمع بشكل عام، ومن هذه الآثار أنه يزيد من طاقات الفرد والأمة، ويشحذ الهِمم. يساعد على كسب المحبة، والاحترام، والثقة من قِبل الناس، والعائلة، والمجتمع، والشعور بالرضى الذاتي، بالإضافة إلى كسب رضى الله تعالى، ونيل الأجر. توسيع آفاق الأمّة لبناء وتنمية مجتمع متماسك، وخَلق نوع من الثقة، والحب، والترابط بين أفراده. الانغماس في عمل الخير، والتضحية، ومُساعدة المُستَضعفين، والشعور بلذّة العطاء، الأمر الذي يقي صاحبه من هموم كثيرة تقف عائقاً في حياته. لا يفوتنا أثر العمل الخيري في تنمية المجتمع والأفراد، فهو الذي يمكن المجتمع من تحسين أدوارهم فترى الكبير والصغير، الغني والفقير يتسابقون لوضع بصمة خير في المكان الذي يعملون ويتواجدون فيه، الأمر الذي يسهم يتنمية روح الفريق الواحد، وتعزيز المحبة بين أفراد المجتمع. العمل الذي يقدمه الإنسان في سبيل مساعدة إنسان آخر،وجلب السعادة له، هو ذاته العمل الخيري، إنها ثقافة العطاء بلا مقابل، واختبار الراحة النفسية الحقيقية عند مساعدة الآخرين، بحيث يمنح الإنسان ما لديه عن طيب خاطر، دون ضغط، أو توقع استرداد ما أعطاه، من أجل تقليل معاناة إنسان آخر، وليس لكسب شهرة، أو لقب فاعل خير بين الناس.العطاء النبيل أن تُقدم للأخرين ما عِنَدكَ بِطريقتكَ الخاصة وبدون مُقابل فعندما نُحِب الأخرين بِصدق وعندما نٌؤثر الأخرين على أنفسنا وعندما نَبتسم للأخرين من القلب وعندما ندعو لمن حَولنا بِصدق وعندما نُسامح وَنصفح وعندما نَعتز بأنفسنا . وحتى يكون العطاء ثقافة فلا بد من اكتساب مهاراته، فالعطاء تَمَرُن وتدريب ،وأساس ذلك يبدأ من العائلة داخل البيت حينما يرى الأطفال الصغار ممارسة العطاء ماثلة أمامهم يوميًا ، كما كان عليه حال بيوت أهالينا ، يتشاركون طعامهم مع الجيران ومحصول مزارعهم وأغلى ما يملكون، فيخرج من هذه البيوت أجيال من المُعْطين ، لتصبح مهارات العطاء ثقافة متوارثة، ونجد في سيرة نبينا الهادي الأمين سيد الخلق صلى الله عليه وسلم صورًا عديدة وقصصًا كثيرة، يُدّرب فيها أهل بيته على العطاء، ويُعَلم صحابته الكرام مهارات هذه القيمة العظيمة، فيقول لعائشة رضي الله عنها: (مَهْلًا يَا عائشة ، اعطي وَلَا تُحصي فيحصى اللهُ عز وجل عليك ) أهمية العطاء والاعمال الخيرية : يرجع العمل الخيري بالنفع والخير على الشخص الذي يقدم المساعدة والمتلقي في الوقت ذاته، فالعمل الخيري يذكر الفرد بإمكاناته وقدراته، ليس المادية فقط، كما أنها توسع آفاق التفكير، كونه يتطلب البحث عن حلول، والجميل في العمل الخيري خاصة التطوع، أنه يهذب النفس، حيث تتوسع المدارك أكثر وأكثر مع التعرف إلى مشاكل الآخرين، ويشعر الانسان بالنعم التي تحيط به . كما أنه مجال لا يتوقف على فرد دون غيره، فأبوابه مفتوحة أمام الجميع ، ليشمل جميع الأعمار، فمن منا لا يذكر قصة طبيب الغلابة المصري الراحل محمد مشالي، الذي وصل عامه الـ76 وهو يعالج الفقراء لعقود بأجر زهيد، كان لا يتخطى الـ10 جنيهات. وهو خير مثال على أن كل فرد قادر على تقديم المساعدة من مكانه . ومن الفئات الأهم التي يخدمها العمل الخيري الإنساني:كبار السن، فقد كان يعاني كل 1 من 6 من كبار السن إلى سوء المعاملة، والإهمال . ذوي الإعاقة، يعاني 15% من سكان العالم من الإعاقة، ويعيش 80% منهم في البلدان النامية، وهي الفئة الأكثر هشاشة التي تتعرض إلى الإهمال وسوء المعاملة وحظ أقل في التعليم. وفي عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تنامى العمل الخيري الإنساني السعودي وشهد تطوراً كبيراً، وذلك بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليوحّد مسيرة العمل الإنساني والإغاثي السعودي سواء كان مصدره حكومياً أو شعبياً. وأكبر الشواهد المحفزة على العطاء وبفضل الله عز وجل ثم بتوجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة مستمرة من سمو ولي العهد نجح مركز الملك سلمان للإغاثة خلال سبع سنوات من تدشينه، في الوصول إلى تنفيذ 2000 مشروع في 86 دولة بتكلفة 6 مليارات دولار.سجلت بها المملكة العربية السعودية نموذجًا رائدًا في في العمل الخيري والإنساني عالميًا
مشاركة :