بماذا ستشعر حين تتجول ليلا في أروقة إحدى المتاحف بالمدينة؟ خلال فصل الصيف الذي لم يمر على انقضائه سوى أيام قليلة فقط، قامت العديد من المتاحف بفتح أبوابها ليلا، كما أن البعض منها مددت أوقات العمل حتى وقت متأخر من الليل مما جعل الآثار الثقافية التي لا تقدر بثمن تضيء ليالي الصين. في شهر يونيو قام متحف تشجيانغ للطبيعة بفتح أبوابه للزوار على مدار الـ 24 ساعة، كما قام بعرض أكثر من 300 عينة حيوانية ونباتية وحجرية من كامل أنحاء المقاطعة، وتم استخدام تقنية الميتافيرس الافتراضية لتقديم معلومات عن العدد الكبير للمعروضات، وتمكن الزوار بعد تناول العشاء من القدوم إلى هذا المتحف وقضاء ساعتين وهم يتجولون في هذا العالم الثقافي. بالنسبة للعاملين في المكاتب، يعد الليل وقتًا جيدًا للاسترخاء ولتحسين مستواهم المهني والفكري بعد الانتهاء من فترة العمل الطويلة والمزدحمة أثناء النهار. وبالتالي فإن فتح المتاحف لأبوابها في الليل وفر فرصًا أفضل للناس للغوص في عالم الثقافة. خلال الفترة من 8 يوليو إلى 31 أغسطس من هذا العام، قام متحف "عبور نهر اليانغتسي" في مدينة ووهان كل يوم جمعة ويوم سبت بفتح أبوابه للزوار ليلا. وفي اليوم الأول من افتتاحه ليلا تضاعف عدد زواره مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتؤكد الشعبية الكبيرة لهذه الخطوة بأن افتتاح المتاحف لأبوابها ليلا هي خطوة تلبي احتياجات الناس. يجلب الافتتاح ليلاً المزيد من الإمكانيات للمتاحف لتحسين تجربة عرضها. كما أن الزيارة أثناء الليل تختلف عن التجربة التي يلاقيها الزائر أثناء النهار، لأن سحر الليل يضيف لونا فريدا للمتحف. كما أن التجربة المختلفة للزيارة الليلية تتميز بجاذبية قوية للجمهور، وهي أيضًا مساحة جديدة لاستكشاف الموارد الثقافية والموارد التي يتم عرضها. ومع ذلك تجدر الإشارة أيضًا إلى أن افتتاح المتاحف لأبوابها ليلا يتطلب توسعا تدريجيا ومرنا. إذ أن تمديد وقت الخدمة لبضع ساعات فقط، لا يتطلب إضافة عدد قليل من الموظفين وإعادة استخدام الأماكن الحالية فقط، بل إن الأمر ليس بهذه البساطة كما نتصور وهو يفوق ذلك بكثير. لأنه يجب على كل إدارة في المتحف أن تقوم بالتنسيق العلمي لسلامة الآثار الثقافية الموجودة فيها، بالإضافة إلى عمليات التخطيط المُحكمة لكافة الأنشطة وإدارة العمليات إلى غير ذلك. وسواء أكان افتتاح المتاحف لأبوابها في النهار أو الليل، فإن القدرة على تقديم معارض وأنشطة عالية الجودة تحدد جاذبية كل متحف وتختبر المستوى المهني للعاملين فيه والإدارة المتكفلة بشؤونه. في السنوات الأخيرة، قامت مختلف المناطق والمدن في الصين بالترويج للسياحة الثقافية الليلية، حيث قامت مدينة بكين على سبيل المثال بتمديد ساعات عمل المسارح والمكتبات وغيرها من الأماكن العمومية، كما أن المدارس الليلية في شنغهاي تقدم دورات متنوعة مما يضيف لمسات ثقافية رائعة على الحياة الحضرية البهيجة. وهذه ليست مسؤولية المدينة فقط في ابتكار الخدمات الثقافية العامة وتطويرها، ولكنها تجعل أيضا الحياة الجميلة في عصرنا الحالي أكثر جودة ودفئا.
مشاركة :