ميدل ايست أونلاين(ضوء): تقود طهران وبغداد ما يشبه جوقة شيعية موحدة في حملة تنديد ممنهجة بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر، وهي حملة يقول مراقبون إنها تمثل تدخلا سافرا في شؤون السعودية مهما كانت المبررات المسوغة لها. وعلى خلفية هذه الهجمة غير المسبوقة على المملكة، استدعت الرياض السفير الايراني وسلمته مذكرة احتجاج بعد موقف طهران من اعدام الشيخ النمر، وفقا لبيان أصدرته وزارة الخارجية السعودية. واعلنت الخارجية السعودية انها استدعت السبت السفير الايراني لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الايرانية العدوانية التي صدرت بعيد اعدام النمر. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله ان الوزارة استدعت اليوم السفير الإيراني لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي تم صباح هذا اليوم السبت الموافق للثالث والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1437 هجرية تنفيذ الأحكام القضائية الشرعية بحق 47 من المدانين بارتكاب جرائم إرهابية. وأضاف التركي قوات الامن في المملكة لن تتوانى إطلاقا عن متابعة وملاحقة كل من يرتكب هذه الأعمال أو حتى ينضم لهذه الجماعات أو يؤيدها بأي صورة كانت وسيكون مصيره في نهاية الأمر هو الإحالة إلى القضاء. ومن جهتها، استدعت وزارة الخارجية الايرانية السبت القائم بأعمال سفارة السعودية لدي طهران احمد المولي لـالاحتجاج عل اعدام نمر باقر النمر. وفي تصعيد ينبئ بما هو اسوأ في العلاقة بين السعودية وايران، ذكرت وكالة فارس الإيرانية (شبه الرسمية)، أن مجموعة من الإيرانيين نظموا مساء السبت مظاهرة أمام القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان، شمال شرقي إيران، احتجاجا على إعدام النمر. ويقول مراقبون إن هذا العدوان الإيراني هو ترجمة عملية لحالة التصعيد الخطابي من قبل عدد من الرموز ووسائل الإعلام الشيعية في إيران وفي دول عربية اخرى خاصة في العراق ولبنان ضد السعودية، ويضيف هؤلاء أن ايران ومن والاها يتحملان وحدهما تبعات أي انزلاق خطر للأحداث لأن الرياض كانت تمارس حقها السيادي في تطبيق القانون على احد مواطنيها بقطع النظر عن ولائه الطائفي، وبقطع النظر عن الموقف من حكم الإعدام في حد ذاته. وقالت الوكالة إن المتظاهرين الإيرانيين أنزلوا العلم السعودي من مبنى القنصلية، وقاموا بحرق قسم من المبنى، وتحطيم جزء من نوافذه. وبلغت الحملة أوجها بدخول المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على خط التصريحات النارية، فيما يبدو أن أعداء عودة العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والرياض في الداخل العراقي وخارجه يتجهون لقطعها في المهد وهي التي عادت قبل نحو اسبوعين بعد نحو ثلاثة عقود من القطيعة. وفي بغداد، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في السعودية سيكون له تداعيات على أمن المنطقة. وأضاف العبادي في حسابه الرسمي على فيسبوك سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين لن تجلب إلا مزيدا من الدمار والخراب. وتابع العبادي إنه يشعر بأسف بالغ وصدمة شديدة بعد تلقيه نبأ تنفيذ حكم الإعدام. واعيد افتتاح السفارة السعودية في العراق في 15 كانون الثاني/ديسمبر، بعد ربع قرن من انقطاع العلاقات بين البلدين اثر غزو العراق للكويت، وباشر السفير الجديد في بغداد عمله منذ ثلاثة ايام فقط. وظهرت خلال 2015 بوادر تحسن في العلاقات بين العراق ودول الخليج عموما بعد ان كانت متوترة لسنوات خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي (2006-2014) الذي اتهم باعتماد سياسات طائفية اقصائية همشت السنة. وتنحى المالكي عن السلطة في آب/اغسطس اثر ضغوط دولية وعراقية حملته مسؤولية سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من شمال العراق. وفي ديسمبر/كانون الاول، زار رئيس الوزراء العراقي الإمارات والكويت، في خطوة تهدف على ما يبدو الى انتهاج سياسة جديدة تجاه دول الخليج. لكن تصريحات المسؤولين العراقيين السبت حول اعدام النمر جاءت متماشية تماما مع الموقف الايراني، حتى ان بعضها متشابه حرفيا. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وفي ضوء هذه التداعيات طالب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس مجلس ادارة نادي الهلال السابق الاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا بعدم الذهاب لايران وقال في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر: أقول للاتحاد السعودي ولأنديتنا المشاركة في بطولة آسيا طالبوا بنقل مباراياتكم مع فرق إيران لبلد محايد لانريد أن نذهب إليهم ولاأن يأتوا إلينا، واضاف في تغريدة أخرى : كذلك أدعو الأندية الخليجية للتضامن مع هذا الطلب فأمن أبنائنا لا يمكن ضمانه في هذا البلد العدو..ولست بحاجة للتذكير بمافعلوه سابقًا. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل كما دانت مملكة البحرين اليوم السبت تصريحات أدلى بها متحدث باسم الخارجية الإيرانية مؤخرا واصفة إياها بأنها «غير مسؤولة» وتعد «استمرارا للتدخلات الإيرانية السافرة والمرفوضة في الشأن الداخلي لمملكة البحرين». وقالت الخارجية البحرينية في بيان لها إن «هذه التصريحات تتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة وكل القوانين الدولية التي تحث جميعها على ضرورة احترام سيادة الدول واستقلالها». وأضافت الخارجية البحرينية أن هذه التصريحات «تعكس نهج المسؤولين الإيرانيين الذي يتسم بالطائفية والتدخل في شؤون الغير ولا يقيم وزنا لمبادئ العلاقات الدولية» مطالبة إيران «بضرورة التوقف الفوري عن مثل هذه التصريحات والممارسات». كما طالبت إيران بضرورة «الالتزام التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام الكامل لسيادة البحرين واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والاهتمام والالتفات إلى أحوال ومطالب الشعب الإيراني الصديق المشروعة والعمل على تحقيقها بدلا من إشغاله بتصريحات ومزاعم كاذبة لا طائل من ورائها سوى خلق التوتر في المنطقة». 0 | 0 | 1
مشاركة :