حاوره - أشرف السعيد أكد مدير إدارة القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ عبدالله العمري أن الإدارة تعمل على دراسة كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة والتسارع الحاصل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ولاسيما الإنترنت، مشيراً الى أن هناك فرصا عظيمة يمكن من خلالها إتاحة مجال أكبر وفتح باب أوسع لفئات كثيرة من فئات المجتمع حالت ظروفها دون الالتحاق بمراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم. وكشف العمري في حوار مع الايام عن افتتاح أول مركزمن نوعه في البحرين لتحفيظ القرآن الكريم عبر الانترنت في شهر نوفمبر الماضي يستهدف دعم جهود المملكة في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات. وبيَّن أن مركز الإقراء الإلكتروني سيساهم في تدريب نحو 2000 معلم ومعلمة للتربية الإسلامية ونظام الفصل بوزارة التربية والتعليم خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن المركز سيستوعب أعدادا أكبر، ويغطي وقتا زمنيا أطول وهذه ميزة التعلم عن بعد وتوظيف تقنيات الإنترنت. وأشار العمري الى ان مركز الاقراء الالكتروني يتعاون وينسق مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة. وقد تمحور الحوار حول هذا المركز الجديد الاول من نوعه وآلية عمله وأهدافه ودوره مع معلمي التربية الاسلامية بوزارة التربية والتعليم وغيرها من القضايا المتعلقة.. وإليكم نص الحوار: ] في البداية.. استحدثت ادارة القرآن الكريم مؤخراً مركز الإقراء الإلكتروني.. فماذا عن هذا المركز؟ وما هي أهدافه؟ - تعمل إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف على دراسة كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة والتسارع الحاصل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ولاسيما الإنترنت، ورأت أن هناك فرصاً عظيمة يمكن من خلالها إتاحة مجال أكبر وفتح باب أوسع لفئات كثيرة من فئات المجتمع حالت ظروفها دون الالتحاق بمراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم، والحصول على حظهم من تعلم علومه الشريفة. وبذلك برزت فكرة تأسيس مركز قرآني ينتظم للتدريس فيه عدد من المعلمين والمعلمات من أصحاب الخبرة والكفاءة في تعليم تلاوة القرآن الكريم وحفظه، غير أن المركز لا يستقبل الطلاب بالطريقة التقليدية، ولا تتوفر فيه فصول دراسية. بل يمكن للطالب الراغب في تعلم القرآن الكريم الاتصال بالمركز من هاتفه أو عبر أي برنامج من برامج المحادثة الإلكترونية Online Chat، لتخصص له دقائق معدودة (10 دقائق مثلاً) ليأخذ فيها درساً خصوصياً مع المعلم. وفي نهاية الحصة يقوم المعلم بتسجيل البيانات المتعلقة بتحصيل الطالب وتحديثها في سجله الدراسي. ومركز الإقراء الإلكتروني وفق هذه الرؤية يهدف الى التأكيد على أهمية التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، أساساً لفهمه وتطبيقه، تسهيل تعلم القرآن الكريم وتعليمه لأكبر عدد من فئات المجتمع. كما يهدف المركز الى تشجيع الحفاظ على تعاهد القرآن الكريم ومراجعته، الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة، الى جانب دعم جهود مملكة البحرين في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات. ] كم يبلغ عدد المعلمين حالياً بالمركز؟ وكم يبلغ عدد الدارسين فيه عن بُعد؟ - بدأ التدريس في المركز فعلياً في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الماضي، وتم تعيين ثمانية معلمين ومعلمات. وبداية سيتولى المركز الإسهام في تدريب معلمي ومعلمات التربية الإسلامية ونظام الفصل بوزارة التربية والتعليم ضمن برنامج رفع برنامج رفع الكفاءة العلمية في تدريس تلاوة القرآن الكريم، والذين يزيد عددهم عن 2000 معلم ومعلمة، ولكن بشكل تدريجي وضمن برنامج زمني محدد لهذا الغرض، وسيتم زيادة عدد المعلمين والمعلمات في ضوء أعداد الدارسين والدارسات المسجلين في المركز. ] وما هو دور الحكومة الالكترونية في هذا النظام الجديد لحفظ القرآن الكريم؟ - نحن نتعاون وننسق مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة، وسبق أن طرحنا عدداً من المبادرات وباشرنا تنفيذ مشاريع قرآنية بالتعاون مع بعض الوزارات والهيئات الحكومية، كوزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية وهيئة الحكومة الإلكترونية وجامعة البحرين وغيرها، ولكن مشروع مركز الإقراء الإلكتروني لم يكن مدرجاً ضمن المشاريع التي نعمل فيها مع هيئة الحكومية الإلكترونية. بل تم تأسيسه بالتعاون مع القطاع الخاص، وتحديداً مع شركة صلة الخليج التي تدير وتقدم خدمات (مركز الاتصال الوطني). ونتوقع أن يكون لهيئة الحكومة الإلكترونية دور مهم في المرحلة القادمة في تطوير هذا المركز وتوسيع دائرة الخدمات التي يقدمها. ] هل يمكن ان ينجح هذا المركز في تعليم وحفظ وتدريس القرآن الكريم عن بُعد؟ وهل هذه الفكرة مستوحاة من تجارب دول أخرى؟ - هي تجربة أولى في مملكة البحرين وبإذن الله ستلاقي نجاحاً كبيراً، خصوصاً أن المركز يستهدف الفئات التي لا تستطيع الانتظام للدراسة في مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم من ربات البيوت وأصحاب الأعمال وكبار السن وغيرهم. لقد تخطى التعليم والتدريب عن بعد مرحلة الجدل ليثبت فاعليته في الكثير من المجالات، ومنها مجالات التعليم الشرعي، ولاسيما تعليم تلاوة القرآن الكريم. وهناك تجارب عديدة قامت بها مؤسسات وأفراد في هذا الجانب، ونحن رأينا أن الحاجة في مملكة البحرين قائمة وأن الفئات التي يمكن أن تستفيد من هذا المشروع متوافرة. وقمنا بدراسة أولية للتجارب القائمة وتحديد السلبيات والصعوبات التي واجهتها، كما قمنا بالتعرف على أحدث التقنيات المطبقة في مجال التعليم والتعلم عن بعد، ونفذنا العديد من التجارب للحصول على أعلى درجة من الكفاءة والنقاء في الاتصال، على اعتبار أن هذا العامل هو الحاسم في كفاءة وجودة تعليم تلاوة القرآن الكريم، حيث يحتاج المعلم والمتعلم - على السواء إلى صوت واضح ونقي وغير متقطع طوال فترة الدرس. وكان الاستقرار في نهاية المطاف إلى اختيار التقنية المعمول بها في مراكز الاتصال وخدمات الزبائن، والتي توظف الحوسبة السحابية والإنترنت وخدمات الاتصال الهاتفي في تقديم خدماتها لزبائنها باحترافية عالية، وقد حظي هذا المشروع في بدايته بدعم من بيت التمويل الكويتي - البحرين، وشركة إبراهيم خليل كانو التي هيئت المركز وجهزته لمباشرة عمله، ولازالت تباشر دعمه حتى الآن، فلهم منا كل الشكر والتقدير. ] هل توجد مراكز قرائية مشابهة في بقية دول مجلس التعاون؟ - نعم هناك تجارب عديدة في هذا المجال في دول مجلس التعاون، وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وحتى الدول التي يشكل فيها المسلمون أقلية، ولكل تجربة محددات ومعطيات مختلفة. وبعض هذه التجارب مبادرات فردية وهي الأغلب، وبعضها مؤسسية، وجميعها تحتاج لمزيد من الوقت وكثير من الجهد للاستقرار والنضج. ] أخيراً.. هل يمكن افتتاح مراكز قرآنية إلكترونية جديدة في حال نجاح هذا المركز؟ - بدلاً من التفكير في فتح مراكز جديدة، سيكون الأنسب توسيع إمكانية مركز الإقراء الإلكتروني الحالي ليستوعب أعداداً أكبر، ويغطي وقتاً زمنياً أطول. وهذه ميزة التعلم عن بُعد وتوظيف تقنيات الإنترنت، أن تقل الحاجة لإنشاء مبانٍ جديدة لتغطي مناطق جغرافية أكبر. سيكون هذا المركز قادرا إن شاء الله على زيادة عدد المستفيدين من خدماته دون الحاجة لمباني إضافية أو فتح مراكز جديدة في أماكن أخرى.
مشاركة :