رغم تراجع التأثيرات لجائحة كورونا على كافة المجالات حول العالم، إلا أن تداعياتها السلبية على مجال التعليم عالمياً لازالت مستمرة. وتشير العديد من التقارير والإحصاءات الدولية إلى أن المؤشرات المتشائمة حول مستويات التعلم ستتواصل خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وقالت الكاتبة الأمريكية سارة ميرڤوش في مقالها المنشور في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" تحت عنوان "الجائحة قضت على عقدين من التقدم والنجاح في الرياضيات والقراءة": نتائج اختبارات التقييم الوطني للتقدّم التعليمي التي أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة أظهرت الآثار المدمرة للجائحة على أطفال المدارس، وانخفاض أداء الطلاب والطالبات في سن التاسعة ومدى تحصيلهم في مادتي الرياضيات والقراءة، مقارنة بنتائج الاختبارات التي أجرتها الفئة العمرية ذاتها قبل انتشار الجائحة، لتصل إلى أعلى مستويات انخفاض لها منذ ما يقارب ثلاثة عقود. وأشار المقال إلى تراجع مهارات الطلبة في الرياضيات، وانخفاض درجاتهم في القراءة، حيث امتدت الانخفاضات في المستويات إلى كافة الفئات، وكافة مستويات الدخل تقريباً، وإن كانت أسوأ بشكل ملحوظ بالنسبة للطلاب الأقل أداءً، فيما حقق أصحاب الأداء الأفضل انخفاضاً طفيفاً، بما أدى لاتساع الفجوات بين الطلبة ذوي الأداء المنخفض والعالي. وأضافت الكاتبة: الطلاب ذوو الدخل المنخفض هم الأكثر تضرراً من إغلاق المدارس ومواصلة التعلّم عن بُعد خلال الجائحة، والتي قضت على جميع محاولات المساواة في التعليم دولياً، لاسيما في المدن الكبيرة التي تضم أعداداً كبيرة من الطلبة ذوي الدخل المنخفض، في ظل إغلاق المدارس لأشهر طويلة. وأردفت: الأمر سيستغرق وقتاً أطول من اليوم الدراسي المعتاد لتعويض الفجوات التي أحدثتها الجائحة بين الطلبة الأفضل أداءً ونظرائهم ذوي الأداء المنخفض. وخلص المقال إلى أن الحكومة الأمريكية خصصت 122 مليار دولار لمساعدة الطلبة على التعافي من التداعيات السلبية للجائحة على مستوياتهم التعليمية، لافتًا إلى أهمية المسارعة بتقديم أفكار وحلول جديدة، والعمل الجماعي ومشاركة أولياء الأمور؛ لمساعدة الطلبة على التعافي، إضافة إلى توفير دروس خصوصية أو ممتدة أيام المدرسة أو المدرسة الصيفية للطلبة ذوي الأداء المنخفض.
مشاركة :