الشارقة في 8 سبتمبر / وام / استعرض متخصصون وخبراء وجهات حكومية خلال مشاركتهم في "منتدى الذكاء الاصطناعي" الذي نظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع " بمقره الرئيس بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار تجاربهم في مجال استخدام ودمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في أعمالهم وخدماتهم .. مشيرين إلى دور الذكاء الاصطناعي في نمو القطاعات بصفته أداة رئيسة من أدوات الثورة الصناعية الرابعة. حضر المنتدى مساء أمس سعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة وسعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات و نجلاء المدفع المديرة التنفيذية لـ"شراع" وممثل من مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد والمدراء العامون من شرطة الشارقة وعدد من رؤساء الشركات والمديرين التنفيذيين في جهات حكومية وخاصة، بالإضافة إلى 150 مشاركا من الشباب وأصحاب الشركات التقنية وأصحاب الأفكار الريادية. ركز المنتدى على الممارسات المتبعة والفرص الاستثمارية الكامنة وراء دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحكومية والأكاديمية والقطاع الخاص. و استعرضت شرطة الشارقة وشركات ناشئة تابعة لـ"شراع" تجاربها في استخدام ودمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في مشاريع أعمالها وخدماتها لافتة إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في نمو القطاعات بوصفه أداة رئيسة من أدوات الثورة الصناعية الرابعة. يأتي تنظيم "شراع" للمنتدى بالشراكة مع كل من مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد وشرطة الشارقة وصندوق الاتصالات وتقنية المعلومات وبالتعاون مع كل من شركة "إيفوتيك" وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة الشارقة بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لدولة الإمارات لعام 2031 والتي تركز أحد محاورها على بناء فرق عمل لتعزيز الذكاء الاصطناعي وصياغة خطط استراتيجية مشتركة لزيادة تطبيق آليات الذكاء الاصطناعي في مختلف الجهات. و أكد معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد أن دولة الإمارات حريصة على دعم المشاريع الهادفة والأفكار الخلاقة لتطوير القطاعات الاقتصادية الرقمية التي تتبنى أساليب الذكاء الاصطناعي في عملها وخدماتها وتفعيل الآليات الرقمية بما يسهم في تسريع عمل كافة الجهات وضمان الاحترافية واستثمار أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها بما يحقق أهداف استراتيجية الذكاء الاصطناعي للإمارات 2031. وقال العلماء، في كلمة تم بثها خلال الحدث : " نريد من خلال المنتديات والبرامج والشراكات النوعية بين المؤسسات والجهات المختلفة أن نحقق اقتصاداً رقمياً رائداً ونصمم حلولا رقمية متميزة تعزز الاستباقية وترفع جودة الحياة وترتقي بمستوى الأداء الحكومي وتسرع الخطى نحو التنمية في المستقبل الرقمي". من جانبه أكد سعادة اللواء سيف الزري الشامسي أن تحديات المستقبل بمختلف أنواعها تصنع فرصاً تحسينية في شتى المجالات و لابد من استثمارها في عمليات تطوير الخدمات المقدمة. و أضاف: " مستعدون للعمل مع /شراع/ لتبني مشاريع الذكاء الاصطناعي في مجال العمل الأمني وخدماته وتقديم الدعم الكامل لها حتى ترى النور ونكون شركاء في النجاح فأدوارنا جميعاً تكاملية في الحفاظ على الأمن وتتم على أساس شراكات بناءة". من جهته سعادة محمد بن طليعة أن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" تتبنى تطوير الجيل الجديد من الخدمات الحكومية الرقمية المستقبلية من خلال توظيف التقنيات الحديثة والحلول المبتكرة في تسريع وتيرة التحول الرقمي لتقديم أفضل الخدمات على مدار الساعة بما يسهم في تحسين حياة المجتمع وبناء مستقبل أفضل. وأشار إلى تجربة حكومة دولة الإمارات في توظيف تكنولوجيا البصمة البيومترية للوجه في تسجيل المتعاملين في تطبيق الهوية الرقمية والتحديات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها من خلال الاعتماد على الحلول الذكية ما أسهم في توفير آلاف الساعات من أوقات المتعاملين والموظفين . و توجهت نجلاء المدفع بالشكر لجميع الشركاء الذين عملوا لتنظيم هذا المنتدى الهادف إلى استعراض مجموعة من حلول الذكاء الاصطناعي القابلة وإمكانية دمجها في مختلف القطاعات. و قالت نجلاء المدفع : " لقد أصبحت التطورات التكنولوجية المتسارعة سمة هذا العصر من خلال مساهمة الذكاء الاصطناعي بمختلف تطبيقاته في حياتنا ليساعدنا كبشر على أداء مهامنا بسهولة وكفاءة أكبر". و خلال عرض تقديمي في المنتدى أكدت شرطة الشارقة أنها وفرت 5 حاضنات أعمال أتمت تحويل 50 فكرة مبتكرة إلى مشاريع حقيقية انتقلت بعدها إلى عرض مجموعة من أحدث الابتكارات والحلول والمنتجات التي طورتها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل الشرطي وتعزيز الجانب الأمني في الإمارة تضمنت كاميرات الضبط المروري الذكية وطائرات "درونز" استطلاعية وأخرى مخصصة لمخاطبة الجماهير في الساحات العامة وطائرات بدون طيار لبلوغ الأماكن التي يصعب الوصول إليها في الحالات الاعتيادية. و عرضت شرطة الشارقة مزايا الدورية المرورية الذكية التي تتضمن 5 أنواع مختلفة من الكاميرات إحداها تتعرف إلى الوجوه لافتة إلى أن الدورية مزودة بطائرة "درون" مع مهبط وزجاج خلفي يتضمن شاشة لتوجيه حركة السير أو إعطاء تعليمات للسائقين وقت الحاجة. و استعرض نديم الشيخلي نائب الرئيس التنفيذي في إيفوتيك خلال جلسة حوارية مدى التقدم في تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي في الإمارات مشيراً إلى نجاح الدولة في تصدر العديد من المناطق حول العالم في التطبيق العملي لأنظمة الذكاء الاصطناعي لاسيما في الخدمات الحكومية. و شهد المنتدى جلسة شارك فيها كل من الدكتور عباس عميرة عميد كلية الحوسبة السحابية والمعلوماتية في جامعة الشارقة والدكتور فادي أحمد العلول، عميد كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة و سلطان الحجي نائب رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي للشؤون العامة وعلاقات الخريجين تناولوا خلالها أهمية مواكبة المساقات العلمية للمستجدات التقنية لاسيما الذكاء الاصطناعي، ودور الجامعات في تأسيس جيل من الكوادر المؤهلة القادرة على الابتكار والتوصل لحلول للتحديات بالاعتماد على ذكاء النظم والآلات. و استعرضوا جهود الجامعات الثلاث و منجزاتها في مجال الذكاء الاصطناعي لافتين إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بما يسهم في تشخيص الأمراض وعلاجها بدقة وتطبيقاته في علوم الحياة مثل الفنون والرسم والتصوير وغيرها. وعرضت شركتان ناشئتان من أعضاء "شراع" حلولاً وابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وشاركتا تجربتهما من منظور الشركات الناشئة في هذا القطاع حيث قدم محمد عبدالرحمن الزرعوني الرئيس التنفيذي لشركة "بيوند إكس" للذكاء الاصطناعي عرضاً حول أنشطة شركته التي تتبنى تحويل نماذج الأعمال التقليدية إلى أخرى أكثر تطوراً باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر تقديم توصيات شفافة وقابلة للتطبيق والمراقبة والتدقيق لتمكين القوى العاملة فيما استعرض عدنان السوسي المدير التنفيذي لشركة "دي فزي - Defuzzy" أفكار شركته لصناعة السفن السطحية غير المأهولة الأساسية والسفن المشغلة عن بُعد والمركبات الأرضية غير المأهولة والتقنيات البرمائية جميعها عاملة بالذكاء الاصطناعي. تجدر الإشارة إلى أن المنتدى ينسجم مع استراتيجية "شراع" الرامية إلى تعزيز قدرات رواد الأعمال وصقل مهاراتهم وتنويع الفرص أمامهم، وتقديم الدعم لهم في مختلف المجالات حتى تصبح أفكارهم واقعاً ملموساً.
مشاركة :