البحرين الثانية خليجيا وعربيا في تقرير التنمية البشرية العالمي

  • 9/8/2022
  • 23:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد‭:‬   احتلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ35‭ ‬عالميا‭ ‬والثانية‭ ‬عربيا‭ ‬وخليجيا‭ ‬بعد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬2021‭/‬2022،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تصنيفها‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭.‬ ورصد‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬زمن‭ ‬بلا‭ ‬يقين،‭ ‬حياة‭ ‬بلا‭ ‬استقرار‭: ‬صياغة‭ ‬مستقبلنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يتحول‮»‬‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬تراجع‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬ومستوى‭ ‬المعيشة،‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬والإحباط‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الكوكب‭.‬ وحذرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬العالم‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمات‭ ‬المتلاحقة‭.‬ وقالت‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يترنح‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬أزمة‭ ‬وأخرى‭ ‬وتظل‭ ‬مقاربته‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬‮«‬إطفاء‭ ‬الحرائق‮»‬‭ ‬وعاجزة‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬جذور‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا،‭ ‬ويحذر‭ ‬برنامج‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬تغيير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬فقد‭ ‬نكون‭ ‬متوجهين‭ ‬نحو‭ ‬انتشار‭ ‬أوسع‭ ‬لأوجه‭ ‬الحرمان‭ ‬وغياب‭ ‬العدالة‭.‬ وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬قبل‭ ‬32‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬أوضاع‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬ومستويات‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان،‭ ‬انخفضت‭ ‬قيمة‭ ‬المؤشر‭ ‬عالميا‭ ‬خلال‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وتراجعت‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬التي‭ ‬بلغتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬ما‭ ‬عكس‭ ‬مسار‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬شمل‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬العالم‭ ‬بأجمعه‭ ‬تقريبا‭.‬ وسجلت‭ ‬قيمة‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬تراجعا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬العامين‭ ‬2020‭ ‬أو‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬بينما‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬العامين‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتعمق‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬ وأوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬بدأت‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬تنهض‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬يظل‭ ‬التعافي‭ ‬غير‭ ‬متساو‭ ‬ومجتزأ‭ ‬ما‭ ‬يوسع‭ ‬أوجه‭ ‬انعدام‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬إذ‭ ‬عانت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬والبحر‭ ‬الكاريبي‭ ‬ومنطقة‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى،‭ ‬ومنطقة‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬أشد‭ ‬للأزمات‭ ‬المتلاحقة‭.‬ وقال‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬آخيم‭ ‬شتاينر‭: ‬‮«‬يتدافع‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬استجابته‭ ‬للأزمات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬واحدة‭ ‬إثر‭ ‬الأخرى،‭ ‬وكما‭ ‬شهدنا‭ ‬في‭ ‬أزمتي‭ ‬الطاقة‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭ ‬فإن‭ ‬الاستسلام‭ ‬لمغريات‭ ‬الحلول‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬دعم‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يتيح‭ ‬لتدابير‭ ‬الإغاثة‭ ‬الفورية‭ ‬أن‭ ‬تعطل‭ ‬تبنينا‭ ‬للتغييرات‭ ‬المنهجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬انتهاجها‭ ‬دونما‭ ‬تأخير‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬نعاني‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬شلل‭ ‬جماعي‭ ‬عن‭ ‬إجراء‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات،‭ ‬وفي‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬عدم‭ ‬اليقين،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬حس‭ ‬مشترك‭ ‬بالتضامن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬للتصدي‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬والمترابطة‮»‬‭.  ‬وبغية‭ ‬رسم‭ ‬مسار‭ ‬جديد،‭ ‬أوصى‭ ‬التقرير‭ ‬بتنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستويات‭ ‬التأهب‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأوبئة‭ ‬والتأمين‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لإعداد‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬لمواجهة‭ ‬تقلبات‭ ‬النجاح‭ ‬والإخفاق‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الغد‭ ‬الذي‭ ‬يسوده‭ ‬عدم‭ ‬اليقين،‭ ‬مقترحا‭ ‬أن‭ ‬الابتكار‭ ‬بأشكاله‭ ‬المتعددة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬بوسعه‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬للاستجابة‭ ‬لأي‭ ‬تحديات‭ ‬قد‭ ‬تنشأ‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

مشاركة :