كتب أحمد عبدالحميد: احتلت مملكة البحرين المرتبة الـ35 عالميا والثانية عربيا وخليجيا بعد دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في تقرير التنمية البشرية 2021/2022، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تم تصنيفها ضمن الدول الأعلى في التنمية البشرية. ورصد تقرير «زمن بلا يقين، حياة بلا استقرار: صياغة مستقبلنا في عالم يتحول» أن العالم تراجع خمس سنوات في مجالات الصحة والتعليم ومستوى المعيشة، بسبب تداعيات فيروس كورونا (كوفيد-19) ما أدى إلى تأجيج عدم الثقة والإحباط في جميع أنحاء الكوكب. وحذرت الأمم المتحدة من تراجع العالم خمس سنوات في مجال التنمية البشرية، بسبب الأزمات المتلاحقة. وقالت إن العالم يترنح اليوم بين أزمة وأخرى وتظل مقاربته لمواجهة الأزمات المتلاحقة محصورة في دائرة «إطفاء الحرائق» وعاجزة عن معالجة جذور المشاكل التي تواجهنا، ويحذر برنامج المتحدة الإنمائي أنه من دون تحقيق تغيير كبير في نمط مواجهة الأزمات فقد نكون متوجهين نحو انتشار أوسع لأوجه الحرمان وغياب العدالة. وأضافت أنه للمرة الأولى منذ انطلاق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قبل 32 سنة في حساب مؤشر التنمية البشرية الذي يقيس أوضاع الصحة والتعليم ومستويات المعيشة في مختلف البلدان، انخفضت قيمة المؤشر عالميا خلال سنتين على التوالي، وتراجعت التنمية البشرية إلى المستويات التي بلغتها في عام 2016، ما عكس مسار التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحة أنه شمل هذا التراجع العالم بأجمعه تقريبا. وسجلت قيمة مؤشر التنمية البشرية تراجعا في أحد العامين 2020 أو 2021 في أكثر من 90 بالمئة من البلدان، بينما تراجعت في العامين معا في أكثر من 40 بالمئة من البلدان، مما يشير إلى أن الأزمة ما زالت تتعمق للعديد من الناس. وأوضح التقرير أنه بينما بدأت بعض البلدان تنهض من جديد يظل التعافي غير متساو ومجتزأ ما يوسع أوجه انعدام المساواة في التنمية البشرية، إذ عانت كل من منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ومنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومنطقة جنوب آسيا من وطأة أشد للأزمات المتلاحقة. وقال مدير برنامج الأمم المتحدة آخيم شتاينر: «يتدافع العالم في استجابته للأزمات التي تحدث واحدة إثر الأخرى، وكما شهدنا في أزمتي الطاقة وارتفاع تكاليف المعيشة فإن الاستسلام لمغريات الحلول السريعة من قبيل دعم أسعار الوقود الأحفوري، من شأنه أن يتيح لتدابير الإغاثة الفورية أن تعطل تبنينا للتغييرات المنهجية طويلة الأجل التي يتعين علينا انتهاجها دونما تأخير»، مضيفا «نعاني اليوم من حالة شلل جماعي عن إجراء تلك التغييرات، وفي عالم يسوده عدم اليقين، نحتاج إلى تجديد حس مشترك بالتضامن على المستوى العالمي للتصدي إلى التحديات المشتركة والمترابطة». وبغية رسم مسار جديد، أوصى التقرير بتنفيذ سياسات تركز على الاستثمار في نطاق واسع من المجالات من الطاقة المتجددة إلى رفع مستويات التأهب لمواجهة الأوبئة والتأمين بما في ذلك الحماية الاجتماعية لإعداد مجتمعاتنا لمواجهة تقلبات النجاح والإخفاق في عالم الغد الذي يسوده عدم اليقين، مقترحا أن الابتكار بأشكاله المتعددة التكنولوجية والاقتصادية والثقافية بوسعه تعزيز القدرات للاستجابة لأي تحديات قد تنشأ في المستقبل.
مشاركة :