بيروت - (أ ف ب): قتل سبعة أشخاص على الأقل أمس الخميس جراء ضربات روسية استهدفت محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارات استهدفت منزلاً ومنشرة لقص الحجر قريبة منه في منطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربي، ما أوقع سبعة قتلى، أربعة منهم مدنيون بينما لم تعرف هويات الثلاثة الآخرين. كما أدّت الضربات إلى إصابة 15 آخرين بجروح وفق المرصد. وأفاد مصور فرانس برس عن مشاهدته سحابة ضخمة من الدخان أعقبت إحدى الضربات. كذلك، شاهد سيارات إسعاف تعمل على نقل الضحايا من الموقع المستهدف باتجاه مدينة إدلب. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. ومنذ السادس من مارس 2020، يسري في مناطق سيطرة الفصائل وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو حليفة دمشق وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بعد هجوم واسع لقوات النظام دفع نحو مليون شخص إلى النزوح من المنطقة، وفق الأمم المتحدة. وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لقصف تشنه أطراف عدة وغارات من جانب قوات النظام وروسيا، رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حدّ كبير. ومن جانب آخر أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أمس الخميس مقتل اثنين من عناصرها خلال اشتباكات مع خلية مسلّحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية حاولت الفرار من مخيم الهول المكتظ في شمال شرق سوريا. ويشهد مخيم الهول الواقع في أقصى محافظة الحسكة ويؤوي نحو 56 ألف شخص نصفهم تقريبا عراقيون، حوادث أمنية بين الحين والآخر، تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه. وأفادت قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، في بيان صحفي «ارتقى اثنان من مقاتلينا متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها خلال اشتباك مع خلية مسلّحة» تابعة للتنظيم ليل الخميس في المخيم. وبحسب البيان، اندلعت الاشتباكات بين الطرفين أثناء محاولة المجموعة التي ضمت امرأتين وخمسة رجال تنكروا بزي نسائي الفرار من المخيم. وبعد تطويقها، عمد أفرادها الى «إطلاق النار على قوّاتنا التي ردّت بالمثل». وقتل خلال الاشتباك أحد عناصر المجموعة، بينما تمّ إلقاء القبض على الستة الآخرين. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أطلقت قبل أسبوعين عملية أمنية داخل المخيم، على خلفية ازدياد التوتر والاعتداءات داخله. وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن في بيان الأربعاء أن العملية الأمنية أسفرت عن توقيف العشرات من عناصر التنظيم داخل المخيم، وتفكيك الشبكات الرئيسية التابعة له. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وفق بيان التحالف، في الخامس من الشهر الحالي من «تحرير أربع نساء في المخيم تمّ العثور عليهن داخل أنفاق، وهن مقيدات بسلاسل وتعرضن للتعذيب من قبل مناصري التنظيم». منذ صيف عام 2014، سيطر التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور، قبل أن يتم طرده منها تدريجياً. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019 هزيمة التنظيم بعد السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز (شرق) بدعم من التحالف. وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :