يعتبر السرطان عدوا ماكرا إذ أن تحولاته الجينية المتغيرة تجعل دائما العلاج الدقيق أمراً بعيد المنال للغاية، ما دفع مجموعة من العلماء الصينيين لمحاولة تغطية جميع الخيارات بخريطة واحدة للأدوية المحتملة لسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة. وغالبا ما لا يتم تشخيص هذا السرطان حتى مراحله الأكثر تقدما، بينما تُظهر معظم الأدوية المرشحة الجديدة التي تستهدف البروتينات الطافرة والانزيمات نجاحا محدودا فقط في الدراسات المبكرة. وأفادت الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة "علم الطب الانتقالي" عن وجود مستودع كبير من الخلايا المشتقة من المريض والتي تساعد على ترجمة البحوث بسرعة إلى علاجات ومؤشرات حيوية لهذا السرطان. وجمعت مجموعة البحوث برئاسة تشانغ تشي يوان وسون شو يانغ من جامعة شانغهاي جياوتونغ مستودعا لـ56 خطا خلويا مشتقا من عينات من مرضى سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، ما يمثل أكبر نموذج من نوعه في العالم رسم أورام سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة ذات السمات المورفولوجية والوراثية المميزة، بحسب الباحثين. وباستخدام هذه الموارد الكبيرة، قام الفريق بمسح أكثر من 2200 مركب، بما فيها الأدوية والمركبات المعتمدة من ادارة الغذاء والدواء الأمريكية في كل من المراحل السريرية وما قبلها، بحثا عن أدوية مرشحة يمكنها تحييد الخلايا السرطانية. وعلى أساس النموذج، حدد الباحثون 129 دواء واعدا ومركبا تجريبيا يحتمل أن تكون مناسبة لاعادة الاستخدام لسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة وأثبتوا أنه يمكن استخدام دوائين تقليديين هما فيدراتينيب وميتوكسانترون، على التوالي لنوعين من السرطان، وفقا للدراسة. واكتشفت التجارب أيضا ان جينا يسمى بـ"ITGB1" يستطيع أن يعمل كمؤشر حيوي للتنبؤ باستجابة المريض لدواء العلاج الكيماوي دوسيتاكسيل. وقال سون شو يانغ المؤلف المراسل المشارك في الورقة: "هذه أداة فعالة لتحديد مؤشرات حيوية وعلاجات مستهدفة جديدة للمساعدة على تحسين علاج سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة."