«كتلة قطبية» تخفض حرارة الشرقية 10 درجات

  • 1/3/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تدخل أجواء الساحل الشرقي اليوم، المرحلة الأقوى في مستوى البرودة، لمدة 4 أيام بانخفاض كبير في الحرارة بمستوى 8 و10 درجات مئوية، للمرة الاولى في هذه المستويات، التي تعد أقل من معدلاتها السنوية المعتادة بفصل الشتاء، وتستمر حتى الأربعاء المقبل. وتقترب الدرجة المحسوسة من الصفر المئوي في بعض المواقع شمال المنطقة، التي سبقت برودة الطقس يوم أمس، ثم تتدرج بارتفاع طفيف نهاية الأسبوع، دون تأثير يُذكر على إيقاع المؤثرات الباردة، وذلك بسبب تراجع الرطوبة النسبية بشكل ملحوظ خلال هذه الايام، مع نشاط الرياح السطحية، الذي يساعد في استمرار المتغيرات الجوية، المتسمة بالطابع الشتوي معظم الأحيان. ويعد المنعطف الطقسي الذي يشمل جميع مناطق المملكة ودول الخليج العربي، نتيجة اندفاع كتلة هوائية باردة، وتأثير مباشر للمرتفع السيبيري، الذي يُتوقع ان يكون بخصائص جوية مميزة في بداية العام الميلادي الجديد، في حين تأثرت منطقة شرق المتوسط بمفعول الكتلة القطبية، مؤدية الى تشكل عاصفة ثلجية وتواصل هطول الامطار الغزيرة، على بلاد الشام واطراف من تركيا وايران والعراق، وحالة من عدم الاستقرار الجوي بمصر مع تدنٍ في مستوى درجات الحرارة. ومن المتوقع ان تنخفض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في أجزاء من الشمال الشرقي للسعودية خلال اليومين القادمين إن شاء الله، حيث تبلغ الكتلة الباردة ذروة التأثير في امتداد إلى منطقتي الرياض والقصيم، وبحسب مؤشر الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، تسجل الحرارة 5 درجات تحت الصفر صباح اليوم، بمناطق شمال المملكة التي تشهد طقسا شديد البرودة، في حين تشير معطيات المتابعة الجوية، إلى احتمال أن تكون الرياح السطحية متغيرة الاتجاهات، تنشط أحيانا وبين الخفيفة إلى معتدلة السرعة، وتكون من نشطة إلى قوية السرعة جنوب منطقة الخليج، مع بوادر لزخات الأمطار الخفيفة، وتعد سرعة الرياح جزءًا من العوامل المساعدة في تراجع درجات الحرارة، كما تعمل على ارتفاع الامواج داخل البحر الى حوالي 3 أمتار، ويستمر تدفق الكتلة الهوائية الباردة والقطبية، مصحوبة بالرياح الشمالية الغربية، نشطة السرعة مع هبات قوية تصل سرعتها الى حوالي 50 كيلو مترا في الساعة، حيث تتعرض الاجواء لامتداد المرتفع الجوي، مع بقاء درجات الحرارة دون معدلاتها الموسمية، ويكون الطقس بارداً بشكل لافت، كما تتهيأ فرص تساقط المزيد من الثلوج بمشيئة الله شمالا، وخصوصا على جبل اللوز بمنطقة تبوك، وتستمر الموجة الباردة حتى منتصف الأسبوع ثم تنحسر تدريجيا. وبحسب الدكتور منصور المزروعي أستاذ الأرصاد والتغير المناخي، رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، فإن أكبر تراجع في درجات الحرارة، يشمل مناطق شمال ووسط المملكة (الرياض والقصيم) وشمال المنطقة الشرقية، يتبع بانخفاض ملموس في منطقة المدينة النبوية وجنوباً مهد الذهب، وخلال يوم غدٍ تبلغ الساحل الغربي، لتشمل منطقة مكة المكرمة، وتكون أشد على منطقة المدينة، فيما تسجل أقل من الصفر في تبوك وحائل والجوف. وحذر الدكتور المزروعي من هذه المتغيرات الجوية، مشيرا إلى أن الموجة الباردة ستكون قوية جدا وذات تأثير قوي خلال الفترة الصباحية اعتبارا من اليوم، الذي ينصح بارتداء الملابس الشتوية للطلاب والطالبات، وضرورة الوقاية بالاحتياطات الكاملة لتجنب الإصابة بالأعراض الصحية المباغتة. وقال إن الموجة الباردة تتعمق وتسيطر على الأجواء بإذن الله غدا، وبوضوح أكبر الثلاثاء، ممتدة الى مناطق جنوب وجنوب غرب السعودية (نجران وشرورة)، وأيضا جنوب الرياض (الأفلاج والخرج)، ومعظم مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، متوقعا أن يكون انخفاض درجات الحرارة بمنطقة مكة المكرمة بمستوى نسبي وملموس والأقوى على الداخل بشكل أكبر من الساحل، وأكبر انخفاض على محافظة جدة سيكون اليوم صباحا، في حين تعاود الحرارة الزيادة تدريجيا بنحوٍ طفيف، خاصة شمالاً منتصف الأسبوع الحالي بشكل عام، وذلك على معظم مناطق المملكة، حيث يكون الارتفاع ملموسا اعتبارا من يوم الثلاثاء. في سياق متصل، يوضح الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن موجة البرد، تشتد اليوم بدرجات صفرية شمالا، وتلف الوسطى بصقيع، بعد ان بدأت امس بثلوج خفيفة متطايرة على مناحٍ عدة، في القريات والجوف وأجزاء من مرتفعات تبوك ومنها الى طريف ورفحاء، وتبلغ حائل تباعا، وقال ان اليوم يوافق أول موسم (الشولة)، ومدته ثلاثة عشر يوماً، والشولة هو آخر نجم من المربعانية وأول نجم من الشبط، وتعتبر هي الأيام الأبرد في السنة، حيث تأخذ من صفات برد المربعانية وصفات برد الشبط، فالمربعانية بردها داخل المنازل، والاختلاف بموسم (الشبط) ان البرد يكون خارج المنازل وخلال هذه الأيام البالغة ستة وعشرين يوماً، برد في الداخل وبرد في الاماكن المكشوفة، والسبب العلمي هو أن الشمس خلال موسم الشولة، ترجع من ميلها الأعظم والذي بلغته قبل أسبوع، فتقوم بفتح الباب على مصراعيه أمام مرتفع سيبيريا، وهو المرتفع الأبرد في العالم، فينطلق من عرينه ويهجم على تركيا وبلاد الشام، فيخلف ثلوجا على تلك المناطق، ويمر على بلدان الخليج ويترك الصقيع على وجه السماء، ولهذا العامة يقولون (لا برد إلا بعد الانصراف)، بمعنى انه لا يأتينا البرد الشديد والذي يدخل مع الانسان في فراشه، إلا بعدما ترجع الشمس من ميلها الأعظم.

مشاركة :