أكاديميون: إقامة الحدود ردع للمجرمين ورحمة بالخلق

  • 1/3/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بين أساتذة الجامعة الإسلامية أن التعزير عقوبة لم تحدد الشريعة مقدارها وتركت لولي الأمر التقدير الملائم لنوع الجريمة ولحال المجرم وسوابقه، بل أعطى الشارع الحكيم الصلاحية لولي الأمر بفرض العقوبة المناسبة والتي يراها كفيلة بتأديب الجاني وإصلاحه وحماية المجتمع وصيانته. الإرهابيون اتخذوا من الدين وسيلة لشق العصا ونشر الفتنة بين الناس وأوضحوا أن التعزير يبدأ بالزجر والنصح، وتتراوح بين الحبس والنفي والتوبيخ والغرامات المالية، وقد تصل إلى أشد العقوبات كالسجن والجلد والقتل، فيتمّ الحكم عليه بالقتل تعزيراً لكون جريمته من جرائم التعزير التي لم تحدد الشريعة مقدار عقوبتها، لا كما يفهم بعض العوام من أن التعزير هو التشفي منه عند تنفيذ حكم القتل بضربه عدة ضرَبات، فمن تجاوز حدود الله بالتعدي على أعراض الناس وأموالهم وأنفسهم، فهذا لابد من كبح جماحه بإقامة حدود الله التي تردعه وتردع غيره. إقامة الحدود رحمة بالخلق وأكد أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية أ. د. عبدالرحمن الردادي أن إقامة الحدود من العبادات التي أمر الله بها، وإن إقامتها من رحمة الله بعباده، فعلى المسلم أن يكون قوياً في ذلك لا تأخذه رأفة في دين الله فيعطلها. وبين أنه ولا بد أن يكون المقصود من إقامة الحدود رحمة بالخلق، فإن الذي يقيم الحد بمنزلة الوالد إذا أدب ولده، وبمنزلة الطبيب الذي يسقي المريض الدواء المر، وبمنزلة قطع العضو المتآكل إبقاء لبقية البدن، فكذلك قتل القاتل أو المفسد لإبقاء بقية المجتمع، ولذا قرر الإسلام العقوبات الشرعية على ارتكاب الجرائم ليستوفي المجرم جزاءه، ويطهَّر من هذه الجريمة، ويرتدع أمثاله من ناحية أخرى، وهذا من أبلغ الحكم ومن أعدل الأحكام، ومن أعظم وسائل حفظ الأمن والاستقرار، وبهذا حفظ الإسلام لأهله الدين والنفس والنسب والعرض والعقل والمال. وأضاف أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية أن تطبيق الحدود الشرعية من أهم الأمور التي تحفظ الأمن، وتحقن الدماء، وتنظّم حياة الناس ومعاشهم، وبتطبيقها يرتفع لواء العدل، ويخفت صوت الظلم والجور، وتزدهر الحياة، ويرتقي الاقتصاد، وتتطور مجالات الحياة كلها قال صلى الله عليه وسلم: "حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً". التعزير مقدر لولي الأمر وقال د. الردادي: إن الحدود المقررة في الشريعة الإسلامية سبعة حدود، هي: (حد السرقة، والزنا، والقذف، وشرب المسكر، والبغي، والردة، والحرابة)، فالعقوبة المقررة في تلك الجرائم هي حقٌ لله تبارك وتعالى، استوجبتها المصلحة العامة، لا تقبل الإسقاط لا من الفرد المجنى عليه، ولا من الجماعة، وهي التي تسمى بالحدود، فالحد في الشرع عبارة عن عقوبة مقدَّرة واجبة حقاً لله تعالى عز شأنه. وأوضح أن التعزير عقوبة لم تحدد الشريعة مقدارها، وتركت لولي الأمر التقدير الملائم لنوع الجريمة ولحال المجرم وسوابقه؛ بل أعطى الشارع الحكيم الصلاحية لولي الأمر بفرض العقوبة المناسبة والتي يراها كفيلة بتأديب الجاني وإصلاحه، وحماية المجتمع وصيانته، وتبدأ بالزجر والنصح، وتتراوح بينهما الحبس، والنفي والتوبيخ، والغرامات المالية، ومصادرة أدوات الجريمة، والحرمان من تولي الوظائف العامة، ومن أداء الشهادة، وقد تصل إلى أشد العقوبات كالسجن والجلد والقتل، فيتمّ الحكم عليه بالقتل تعزيراً لكون جريمته من جرائم التعزير التي لم تحدد الشريعة مقدار عقوبتها، لا كما يفهم بعض العوام من أن التعزير هو التشفي منه عند تنفيذ حكم القتل بضربه عدة ضرَبات، فمن تجاوز حدود الله بالتعدي على أعراض الناس وأموالهم وأنفسهم، فهذا لابد من كبح جماحه بإقامة حدود الله التي تردعه وتردع غيره، وتحفظ الأمة من الشر والفساد في الأرض. اتخذوا الدين وسيلة للفتنة من جهته، قال الأستاذ بالجامعة الإسلامية أ. د. سليمان الرومي إن من أصول أهل السنة والجماعة السمع والطاعة لولي الأمر الذي انعقدت له البيعة واجتمعت عليه الكلمة وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك، وهذه النصوص وغيرها تؤكد المخاطر المترتبة على الخروج على ولي الأمر والافتئات عليه سواءً بالتحريض وتأليب الناس أو بإشهار السلاح. وأضاف أن هذه الفئة بغت على ولي الأمر ونفذ حكم الله جل وعلا في عدد من أفرادها، وقد اتخذوا الدين وسيلة لشق عصا الطاعة وتفريق المسلمين وبث الفتنة والارتباط بأجندة خارجية، لزعزعة أمن البلاد والإفساد بالمجتمع وترويع الآمنين، ونشر الغلو والتطرف والتكفير وبث الشبه، والسعي لهدم كيان هذه البلاد حصن الإسلام وقلعة التوحيد وحامية الحرمين الشريفين، وجعلها مرتعاً للفتن والثورات كما هو مشاهد في العراق وسورية وليبيا واليمن، وغيرها من المناطق التي انتشرت فيها هذه الفرق التي تتبنى فكر وتوجه هؤلاء الخوارج الذين تم تنفيذ حكم الله فيهم. وبين د. الرومي أنه لاشك أن قيادة هذه البلاد -حرسها الله- على إدراك تام لما يحاك لديننا وأمننا ووحدتنا، وكم بذلت من الجهود لدحر الإرهاب المتستر تحت ستار الدين والدين من براء، وقد أثلج صدور الجميع من الغيورين على العقيدة والأمن واجتماع الكلمة تنفيذ شرع الله في هذه الفئة، قطعاً لشرهم وعبرة لمن تسول له نفسه أن ينهج مسلكهم، حفظ الله ولاة أمرنا وبلادنا واجتماع كلمتنا وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمدلله رب العالمين.

مشاركة :