تشيك.. محطم الأرقام القياسية وجدار آرسنال الصلب

  • 1/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمثلت دومًا الأولوية الأولى أمام بيتر تشيك، حارس مرمى نادي آرسنال، في النتيجة. وعندما حانت الدقيقة الـ80 من عمر مباراة آرسنال وبورنموث، ورغم أن فريقه كان متقدمًا بهدفين مقابل لا شيء ومسيطرًا تمامًا على مسار المباراة، اعترف تشيك أن هواجس بدأت تطارده. وعن ذلك قال: «في الواقع إنني مضطر للاعتراف بأن ذهني بدأ يسرح ويفكر في سجل الأرقام القياسية. كان أهم شيء بالنسبة لنا الفوز وبمجرد وصول النتيجة إلى 2 - صفر وتحرك المباراة نحو نهايتها.. خلال الدقائق الـ10 الأخيرة كنت أتفحص الساعة من حين لآخر». بعد أكثر من 11 عامًا من أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز يخرج منها بشباك نظيفة عندما كان يحرس مرمى تشيلسي والتي انتهت بفوز ناديه بهدف مقابل لا شيء أمام مانشستر يونايتد، وهي المباراة التي بدأ بها جوزيه مورينهو مشواره التدريبي داخل إنجلترا - يقف تشيك حاليًا على أعتاب المباراة رقم 170. جدير بالذكر أن ديفيد جيمس اعتزل كرة القدم بسجل تمثل في 169 مباراة بالدوري الممتاز خرج منها بشباك نظيفة. وكانت آخر مشاركاته في الدوري الممتاز مع نادي بورتسموث في مايو (أيار) 2010. وقد وضع تشيك إنجاز جيمس نصب عينيه منذ فترة بعيدة. ومع انتقال حارس المرمى التشيكي الدولي من تشيلسي إلى آرسنال، ثارت التساؤلات حول متى سيتمكن من اللحاق بالرقم القياسي لجيمس الذي يعد الأول على مستوى إنجلترا حتى الآن، وهل يستطيع تجاوزه. في أذان تشيك، كانت دقات الساعة مرتفعة، بل وأحيانا كانت تنطلق صافرات كاذبة مثلما حدث بعد فوز آرسنال على ستوك سيتي بهدفين مقابل لا شيء في 12 سبتمبر (أيلول)، التي شارك بها تشيك. حينها ثارت الأقاويل حول أنه وصل بالفعل لرقم الـ169 الخاص بجيمس. إلى أن تشيك اضطر لإصدار بيان عبر حسابه على موقع «تويتر» يعلن خلاله أن أربعة من المباريات التي خرج منها بشباك نظيفة غير محسوبة لأنه لم يشارك بها منذ بدايتها لنهايتها - وبالتالي فإن الرقم الصحيح هو 165. في الواقع، لم يكن هناك من يتابع دقات الساعة بقلق وترقب مثل تشيك. وبالنسبة له، بدت الدقائق الأخيرة من مباراة فريقه أمام بورنموث أشبه بساعات طويلة. وبمجرد انطلاق صافرة النهاية، تصاعدت مشاعر البهجة والترقب وتركزت الكاميرات عليه بقدر ما تركزت على مسعود أوزيل الذي حصل على لقب أفضل لاعبي آرسنال خلال اللقاء. وبالفعل، احتضن أوزيل وتشيك زملائهم ولوحا بسعادة للجماهير. وعندما خرج من الملعب، رفع تشيك يديه في الهواء صائحًا: «أخيرا!»، ورغم أن هذه ربما لا تكون المباراة الأبرز في مسيرة تشيك الكروية، فإن اللاعب البالغ 33 عامًا يؤكد أنها ستظل تحمل مكانة خاصة في قلبه. وقال: «أشعر بالفخر حقًا لأنني أعتقد أن هذا هو الدوري الأفضل على مستوى العالم وواحد من أصعب بطولات الدوري التي يمكن لحارس مرمى المشاركة بها. لذا، فإن تحقيق مثل هذا الرقم القياسي يعد إنجازا شخصيًا عظيمًا». وأضاف: «ربما أكثر ما يسعدني أن الشباك النظيفة نجحت حتى الآن في تحقيق أربع بطولات للدوري الممتاز. لذا آمل في أن أستمر في الحفاظ على شباك نظيفة هذا الموسم وأن نتمكن من الاحتفال نهاية الموسم. وهذا هو الأمر الأهم بكثير». وأثبت تشيك أن قدرته على التواصل مع زملائه من أهم مفاتيح نجاحه، حيث يتحدث خمس لغات وهي التشيكية لغته الأصلية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية. وقال: «أتحدث إلى المدافعين ناتشو مونريال وهيكتور بليرين بالإسبانية ولوران كوشيلني بالفرنسية وللألماني بير مرتساكر بالإنجليزية لأنها بالنسبة له مثلما هي لي. فهو يوجه اللاعبين بالإنجليزية». وأضاف الحارس التشيكي: «في بعض الأحيان بعض اللاعبين الأجانب لا يعرفون ماذا تقول. لذلك أدرك أنه من السهل أن أتحدث بلغتهم وأتمنى أن يفهموا ما أقول. وهذا يمكن أن يحدث». جدير بالذكر أن تشيك نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة طيلة 162 مباراة في الدوري الممتاز على امتداد 11 موسما في تشيلسي تمكن خلالها النادي من الفوز بأربع بطولات. والمعروف أنه كانت هناك معارضة شديدة من قبل شخصيات بارزة في ستامفورد بريدج لانتقاله إلى آرسنال - إلا أن هذه المعارضة لم تمتد للشخصية الأهم بالنادي وهي مالكه، رومان أبراموفيتش. كان مورينهو مدرب تشيلسي حينها قد أبدى معارضة مستميتة أمام انتقال تشيك، بينما قال قائد الفريق جون تيري إن تشيك سيكافئ حصد ما بين 12 و15 نقطة في الموسم بالنسبة لآرسنال. وتركزت المخاوف بالنسبة لرافضي رحيل تشيك عن الفريق في أن غيابه قد يؤثر بالسلب على قدرة تشيلسي على الفوز ببطولات، بينما يمثل إضافة قيمة لآرسنال تمكنه من حصد البطولات. وبعيدًا عن المباراة الكابوس التي مر بها في بداية انضمامه لآرسنال عندما تعرض النادي للهزيمة أمام وستهام بهدفين مقابل لا شيء، أبدى تشيك بوجه عام هدوءًا وثباتًا واضحين. ورغم أنه من الطبيعي ألا يقدم أي لاعب كرة محترف ومتعقل على الادعاء بقدرة ناديه على الفوز ببطولة ما، فإن تشيك يبدو واثقًا من قدرات فريقه، ويرى أنه متناغم وفي وضع قوي. وقال: «ترغب جميع الأندية في الفوز بالدوري، ونحن إحداها ونأمل في السعي وراء الفوز بالبطولة. إننا نعمل بالفعل يوميًا على ذلك، ومن مباراة لأخرى. وحتى الآن، أعتقد أننا في وضع يؤهلنا للوصول لأهدافنا». وأضاف: «عندما نفوز لا تعمي فرحة الانتصار أعيننا. في المقابل فإنه من الطبيعي أن تشعر بالإحباط لدى خسارة مباراة مثلما حدث في ساوثهامبتون الأسبوع الماضي. ومع ذلك، يبقى رد الفعل وتناغم الأداء من العناصر المهمة للغاية. وحتى الآن نحن ملتزمون بهما ونحرص على الاستعداد لكل مباراة بأقصى ما بوسعنا. والآن، أعتقد أننا في وضع جيد للغاية، لذلك آمل في أن نتمكن من المضي قدمًا». جدير بالذكر، أن تشيك يشتهر بحرفيته العالية ودقته، الأمر الذي تجلى في الرسالة التي أطلقها عبر «تويتر» عن المباريات الأربع التي لم يشارك بها لمدة 90 دقيقة. وقال تشيك: «إنه أمر رائع أن يطلعك أحد على الرقم القياسي الذي حققته، لكنني أرغب في الاطلاع عليه عندما أكون على يقين من أنني فعلت هذا على النحو الصائب. في الواقع أحب دومًا إنجاز الأمور على النحو الصائب. وبينما كنت أقترب من الرقم الذي حققه ديفيد جيمس وبدأ الناس يذكرونني باستمرار، بدأت ألقي نظرة على أرقامي السابقة لأنني رغبت بالفعل في التأكد من متى يمكنني بالفعل تحطيم الرقم القياسي». وتطلع تشيك نحو الجزء الخاص بالإحصاءات على موقعه الشخصي عبر الإنترنت والذي كشف أنه استوحى فكرته من سجل زمني كان يحتفظ به والده منذ أول مباراة احترافية خاضها في صفوف نادي شميل بلزاني عام 1999. وأوضح أنه «كان لدى والدي كتاب منذ أن بدأت المشاركة في مباريات.. وحرص في هذا الكتاب على تسجيل المباريات التي أشارك بها. وبعد ذلك عندما أنشأت موقعًا إلكترونيًا خاصا بي، رأينا أنها فكرة جيدة للغاية بحيث يتمكن الناس من متابعة مبارياتي». واستطرد بقوله: «وعليه إذا اطلعت على موقعي الإلكتروني ستجد كل المعلومات الخاصة بي. ويمكنك من خلاله التعرف على المباريات والمسابقات والسنوات وأي معلومات تود التعرف عليها. أما بالنسبة لما إذا كان والدي لا يزال محتفظًا بكتاب التاريخ؟ أعتقد ذلك، لكنني لست متأكدا، حيث يحتفظ بالكتاب في منزلنا في جمهورية التشيك. إلا أنني أعلم أنه كان يتولى تدوين المعلومات الخاصة بي، لذا أفترض أنه لا يزال مستمرًا بهذا الأمر».

مشاركة :