إن أحد عوامل استراتيجية التخطيط السليم للتقاعد هو اختيار أفضل سن للتقاعد، ويكون سن التقاعد هو الوقت الذي يمكنك فيه البدء في سحب استحقاقات تقاعد الضمان الاجتماعي كاملةً. قد يكون من المنطقي التقاعد مبكراً أو متأخراً اعتماداً على وضعك المالي واحتياجاتك وأهدافك، فلا توجد صيغة سحرية لإيجاد السن المناسب للتقاعد، فالتوقيت المناسب لك قد لا يكون مناسباً لشخص آخر. عند التفكير في أفضل الأعمار للتقاعد، من المهم الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، ويمكن أن يساعدك مستشار مالي في فرز جميع العوامل المتعلقة باتخاذ قرار حكيم بشأن موعد التقاعد. كيف تحدد أفضل سن للتقاعد؟ وما هي سلبيات وإيجابيات كل اختيار؟ إيجاد أفضل سن للتقاعد - يتوقف اختيار موعد التقاعد المناسب لك على عدة عوامل، من بينها مستوى المعيشة الذي ترغب في الحفاظ عليه عند تقاعدك، وكم الأموال التي تحتاجها للحفاظ على هذا المستوى. - وهناك عوامل أخرى تؤثر على قرار اختيار توقيت تقاعدك مثل معدل مدخرات التقاعد والأصول الحالية لديك، خطتك الاستثمارية ومدى قابليتك لتحمل المخاطر. - ويجب أيضاً أن تطرح على نفسك أسئلة مثل كم تتوقع إنفاقه على الرعاية الصحية وما إذا كانت الرعاية طويلة الأجل ضرورية، وكيف سيكون وضعك الضريبي عند التقاعد. - إن أحد أكبر المخاوف عند التخطيط للتقاعد هو ضمان عدم نفاد أموالك. بمعنى آخر، يجب أن توفر ما يكفي خلال سنوات عملك لتغطية نفقاتك من وقت التقاعد حتى نهاية حياتك. - ستحتاج أيضاً إلى التفكير في أفضل سن للتقاعد لزوجك أو زوجتك إذا كنت متزوجاً ويعمل كلاكما. - يمكن أن يساعد التفكير في الصورة الأكبر في تحديد الثغرات الموجودة في خطتك حتى تتمكن من إيجاد حلول لملئها. - على سبيل المثال، إذا كنت قلقاً بشأن استنزاف تكاليف الرعاية الصحية لأموالك، فيمكنك شراء بوليصة تأمين رعاية صحية طويلة الأجل. إيجابيات وسلبيات التقاعد المبكر - يعني التقاعد المبكر عموماً التقاعد قبل سن التقاعد الطبيعي، وهو يتيح لك حرية العيش بنمط حياة مختلف إذا لم تعد مضطراً إلى العمل. - على سبيل المثال، قد تختار السفر، أو بدء عمل تجاري، أو تخصيص المزيد من الوقت للتطوع والعمل الخيري. - لكن هناك بعض السلبيات التي يجب مراعاتها، أولاً، كلما تقاعدت مبكراً، طالت المدة التي يجب أن تغطي فيها مدخراتك تكلفة معيشتك. - إذا تقاعدت، مثلاً، في سن الأربعين وتوقعت أن تعيش حتى سن 90، فستحتاج إلى ادخار ما يكفي من المال لتنفقه على مدار نصف قرن. - من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي الانتظار حتى بلوغك سن التقاعد المعتاد، إلى تخفيف بعض الضغوط المفروضة عليك لادخار مزيد من الأموال. إيجابيات وسلبيات التقاعد في السن المعتاد - يعني الانتظار حتى سن التقاعد الطبيعي أنك لن تعاني من خفض مزايا الضمان الاجتماعي الخاصة بك. - ويمكنك أن تتمتع بتغطية التأمين الصحي لصاحب العمل ما دمت تعمل، ثم يمكنك بعدها التقدم بطلب للحصول بوليصة تأمين صحي عند تقاعدك. - لكن المفاضلة هنا هو أنك قد ينتهي بك الأمر إلى العمل لفترة أطول مما تريد أو تأجيل الاستمتاع بأسلوب الحياة الذي تحلم به بعد التقاعد. - ومن الممكن دائماً أن تُجبر على التقاعد مبكراً على أي حال إذا كنت تعاني من مرض أو إعاقة تمنعك من العمل أو إذا قامت شركتك بتقليص حجم العمالة بها وإلغاء وظيفتك. إيجابيات وسلبيات التقاعد المتأخر - يمكن أن يكون تأخير التقاعد بعد سن التقاعد الطبيعي مسألة اختيار شخصي لبعض الناس. - إذا كنت تحب وظيفتك حقاً، على سبيل المثال، فقد لا تكون راضياً عن التقاعد في السن المعتاد، بدلاً من ذلك، قد ترغب في العمل طالما أنك تتمتع بصحة جيدة وقادر على القيام بعملك. - بالنسبة لآخرين، يعد التقاعد المتأخر ضرورة، على سبيل المثال، إذا بدأت الادخار للتقاعد متأخراً، أو واجهت انتكاسة مالية قضت على جزء كبير من أصولك، فقد يكون العمل لفترة أطول ضرورياً لتعويض الخسارة التي منيت بها. - تتمثل إحدى مزايا تأخير التقاعد في زيادة مزايا الضمان الاجتماعي الخاصة بك، عندما تنتظر جني الفوائد بعد سن التقاعد العادي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة حجم الاستحقاقات الخاصة بك، لذا، قد يفيدك التقاعد المتأخر إذا كنت ترغب في جمع أكبر قدر ممكن من المال. - ولا تصلح هذه الإستراتيجية إلا إذا كنت قادراً على البقاء بصحة جيدة ومواصلة العمل، وهذا عيب. - يمكن أن يعني تأخير التقاعد أيضاً تأخير خطط السفر أو قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين تهتم بهم أكثر.