يرى مؤيدو إحياء الاتفاق النووي مع إيران أنه سيؤدي إلى خلق حالة من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ما يفسح المجال أمام واشنطن للتركيز أكثر على مواجهة أنشطة الصين ونفوذها المتزايد، في منطقة المحيطين الهندي والهادي. تعزيز النفوذ الصيني إلا أن إحياء الاتفاق مع إيران سيعزز النفوذ الصيني في الشرق الأوسط وفي منطقة الخليج وفقا لتحليل نشرته مجلة فورين بوليسي. رفع العقوبات عن طهران ودمجها في الاقتصاد العالمي وفقا للمجلة سيؤدى إلى زيادة التقارب مع بكين وإلى حصول الصين على مكاسب اقتصادية واستراتيجية جمة، لأن الصين حينها ستكون بمثابة شريان حياة لإيران التي عانت عزلة اقتصادية طويلة بسبب العقوبات الدولية، لاسيما فيما يتعلق بشراء النفط الإيراني. وتضع الصين أعينها على احتياطيات إيران من الغاز الطبيعي والنفط باعتبارهما ثاني ورابع أكبر احتياطيات في العالم. وخلال السنوات الأخيرة.. أصبحت بكين الشريك التجاري الأول لطهران والمستثمر الرئيسي في الصناعة الإيرانية. علما بأن بكين تهدف إلى زيادة التجارة مع إيران من 15 مليار دولار العام الماضي إلى 600 مليار دولار بحلول 2026. كما تدرك الصين أهمية موقع إيران الجغرافي، لذا تأمل في الاستفادة منه يوما لإحياء مشروع الحزام والطريق المتعثر. وبحسب مجلة فورين بوليسي، فإن للاتفاق انعكاسات جيوسياسية سيما في منطقة الشرق الأوسط، فالاتفاق باختصار يعد في أحد جوانبه انسحابا أمريكيا من المنطقة ما يعني زيادة لنفوذ الصين ودورها في الشرق الاوسط . العلاقات الصينية الإيرانية اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة تم توقيعها في مارس/ آذار 2021. تمتد الاتفاقية لـ25 عاما وتنص على قيام الصين باستثمار 400 مليار دولار في الاقتصاد الإيراني. تمد إيران الصين بإمدادات ثابتة من النفط وبأسعار منخفضة للغاية. تدخل الاتفاقية إيران ضمن مشروع مبادرة الحزام والطريق الصينية السماح للصين بنشر قوات مسلحة لحماية استثماراتها في إيران. تكثيف التعاون العسكري في مجالات المناورات والتدريب والأمن السيبراني. استفادة صينية بداية، قال جون جونج أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة الاقتصاد الدولية، إن الصين ستسفتيد كثيرًا من اتفاق إيران مع الغرب بشأن اتفاقها النووي. وأضاف جون جونج في تصريحات لبرنامج “مدار الغد” أن العقوبات تفرض على إيران من جانب واحد، وليس من كل أوروبا، ولا حتى الصين. ولفت جون جونج إلى أن العلاقات الصينية الإيرانية ليست محل جدل، مؤكدا أن بكين وطهران وقعتا اتفاقات مؤخرا في الكثير من المجالات. وأوضح جون جونج أن الصين تحاول أن تحدث حال توزان في العلاقات مع إيران في مقابل العلاقات مع إسرائيل العدو اللدود لطهران. المصالح الوطنية من جانبه، قال برنت سادلر، مؤسس المجموعة الأستشارية البحرية لآسيا والمحيط الهادي في وزارة الدفاع الأمريكية، إن المصالح الوطنية هي أفضل طريقة للتعامل بين البلدان، موضحا أن الصين تتبع منهجية خاصة بها في التعامل مع إيران. وأضاف برنت سادلر: “هناك قلق أوروبي من الاتفاق النووي الإيراني”، مشيرا إلى أن الصين وإيران لديهما مصالح في الشرق الأوسط. وأشار برنت سادلر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لوضع حد لاستفزازات إيران في الشرق الأوسط. واستكمل قائلًا: “النظام في إيران خطير، ولا يمكن لواشنطن أن تسمح لهذا النظام بامتلاك سلاح نووي يهدد الحلفاء مهما حدث”. الشريك الاستراتيجي الأكبر وقال دكتور محمد صالح الحربي الخبير في الشؤن الاستراتيجية، إن العلاقات الصينية الإيرانية لن تؤثر على العلاقات مع الخليج. وأكد “الحربي” أن المملكة العربية السعودية هي الشريك الاستراتيجي الأكبر بالنسبة للصين، موضحا أن هناك لعبة توازن ومصالح. ويرى “الحربي” أن الصين تتبع سياسة الدمج ما بين المركزية، الشيوعية كإطار سياسي والرأسمالية كمحرك اقتصادي، ولكن لا يجب أن نغفل أن هناك بالفعل “حرب باردة” بين الصين والولايات المتحدة. وتابع بالقول: “كل يسعى لمصلحته الخاصة، ومن ثم النظر إلى المصالح الاستراتيجية”، مستبعدا أن تقدم بكين ملف إيران على ملفات منطقة الخليج العربي التي تحوي 20 % من حجم إنتاج الطاقة، و60 % من حجم الاحتياطات”.
مشاركة :