شيع آلاف الفلسطينيين، اليوم (السبت)، جثامين 14 فلسطينيًا كانت إسرائيل قد سلمتها الجمعة، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت إسرائيل سلسلة إجراءات مشددة أمام توالي أعمال العنف منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وبينها حجز جثث ما أثار انقساما بين الجيش المؤيد لإجراءات تؤدي إلى تهدئة الأجواء ووزير الأمن العام جلعاد إردان. وأيد الوزير حجز جثث لكي لا تتحول مراسم جنازتهم بشكل منهجي إلى تمجيد للهجمات ضد إسرائيليين. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، إعادة جثث 23 شخصًا، 17 منها تعود لفلسطينيين من الخليل وضواحيها. وشُيّع ثلاثة فلسطينيين في بلداتهم القريبة من الخليل. وهذه المبادرة تهدف على ما يبدو إلى التخفيف من التوتر الحالي بين الجانبين بعد سقوط 138 قتيلاً فلسطينيًا و20 قتيلاً إسرائيليًا منذ الأول من أكتوبر. وغالبية الفلسطينيين هم منفذو هجمات أو تتهمهم إسرائيل بذلك. وحجز إسرائيل لجثث الفلسطينيين الذين يقتلون برصاص قوات الأمن الإسرائيلية يثير الاستياء والغضب في المجتمع الفلسطيني، كما يزيد من مشاعر النقمة لديه. وخرج آلاف من الفلسطينيين، اليوم (السبت)، على الرغم من الشتاء والبرد القارس للمشاركة في تشييع جثامين الـ14 فلسطينيًا من الخليل. وحمل المشاركون أعلامًا فلسطينية إلى جانب أعلام الفصائل الفلسطينية المختلفة التي واكبت سيارات الإسعاف التي نقلت الجثامين إلى مسجد الحسين في وسط المدينة، بحسب مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية. ومن بين الفلسطينيين الذين شُيّعت جثامينهم، باسل سدر (20 سنة) الذي احتجزت إسرائيل جثته منذ 14 أكتوبر الماضي، بعد أن حاول طعن عنصر أمن إسرائيلي قرب البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة. وقال والده باسم للوكالة قبل الجنازة: «باسل هو الشهيد الأول الذي احتجز عند إسرائيل» لمدة أكثر من 80 يومًا. ولم يبقَ سوى 17 جثة لدى إسرائيل، منها 15 لفلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة، كما قال أيمن قنديل، أحد المسؤولين الفلسطينيين المكلفين بهذا الملف، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس. وأضاف أن مفاوضات جارية مع الإسرائيليين لاستعادة كل الجثث «سريعًا».
مشاركة :