تسعى مكتبة «دار النثر» في دبي إلى الإسهام في التشجيع على القراءة من خلال الإصدارات المستعملة، عبر إتاحتها للراغبين فيها بأسعار أقل بكثير من نظيرتها الجديدة، كما تهدف إلى تحويل شراء الكتاب المستعمل إلى تجربة ممتعة، إذ تتنوع العناوين الموجودة في الدار، ما بين الرواية والشعر والسير الذاتية وغيرها من الألوان، ولكن تعد كتب الأطفال الموجهة لمختلف فئاتهم العمرية أكثر ما تحتويه الدار، في لفتة تراهن على الجيل الجديد، وجعله مرتبطاً بالكتاب. وقال مؤسس الدار بوريا داهكاني لـ«الإمارات اليوم»: «يعد هذا المتجر الأكبر من نوعه، والمختص ببيع الكتب المستعملة في الإمارات، إذ بدأت العمل فيه منذ سنوات، معتمداً على الذين يحضرون كتبهم لبيعها، ويحصلون بالمقابل على رصيد يخولهم شراء كتب أخرى بالأسعار المخفضة من المكتبة»، موضحاً أن الكتب تباع بأسعار تراوح بين 40 و60% من سعرها الأصلي للإصدار الجديد، ما يتيح للقراء والشغوفين بالكلمات شراء عدد أكبر من الكتب، وتحفيزهم على المطالعة الدائمة. المعايير التي يتبعها صاحب المكان في قبول الكتب عديدة، ولكن أهمها ألا تكون العناوين مدرسية، لأنها تتبدل، وبالتالي لن يتمكن من إعادة بيعها بعد سنوات قليلة، مشيراً إلى أن هدفه الأساسي ضمان وجود عناوين لها قراؤها ومحبوها في دبي ودولة الإمارات. وحول عدد الكتب في المتجر، أفاد داهكاني بأنها تصل إلى ما يقارب 14 ألفاً، ومعظمها باللغة الإنجليزية، مع وجود عدد قليل باللغة العربية، لافتاً إلى أن الطلب على الأخيرة ليس كبيراً، ولكن مع افتتاح الفرع الجديد لمتجرهم في منطقة «ديسكفري غاردن» بدبي سيتم توسيع المكتبة، وزيادة عدد العناوين العربية. وكشف عن أن النساء هن الأكثر تردداً على المكتبة، وغالباً ما يحضرن روايات لبيعها وأخذ أخرى، خصوصاً ما يتعلق منها بالخيال العلمي، إلى جانب دواوين الشعر، مع الإشارة إلى أن كتب الأطفال تصل نسبتها إلى ما يعادل 50% من الأغلفة المتنوعة في المتجر، مشدداً على الحالة الجيدة للكتب التي يقتنيها، وهذا يسهم إلى حد كبير في تفضيل كثيرين لشرائها، إضافة إلى أن المكتبة تضم إصدارات حديثة جديدة، وليس فقط القديمة. وأضاف أن المكتبة تطرح مبادرات وعروضاً وبرامج تشجع على القراءة، كما أن هناك خطة لتنظيم نادٍ للكتاب، تتمحور نشاطاته الأساسية في إحضار عناوين معينة وبأرقام محددة، ويمكن أن يجتمع القراء ويقرأوا الكتاب ويناقشوه في جلسات تمتد إلى ساعات. ورأى صاحب «دار النثر» أن المكتبة ستحافظ على حضورها، لأن تجربة قراءة الكتاب الفعلي مازالت تجذب كثيرين، ولم تختفِ حتى بعد انتشار الكتب الصوتية والإلكترونية، مؤكداً على وجود فئة كبيرة تميل إلى الكتاب الورقي ورائحته، لاسيما أنه مريح في القراءة أكثر من الكتاب الإلكتروني الذي قد يسبب تعباً للبعض. ونصح داهكاني غير المرتبطين بالكتاب بمحاولة البدء بكتب تكون متناسبة مع أهوائهم، مع التعرف قليلاً إلى الكتب الأكثر شهرة في المجال، منوهاً بأن المواظبة على القراءة قد تتطلب بعض الوقت لتصبح عادة، ولكنها ستصبح جزءاً من حياتهم في وقت وجيز. وأعرب عن أمله في التعاون مع مؤسسات ثقافية وجهات تنظم النشاطات والفعاليات، من أجل تضافر الجهود لرفع مستوى الثقافة، وغرس حب القراءة عند أكبر شريحة ممكنة. فرع جديد اعتمد بوريا داهكاني على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى السمعة التي تنتشر بين القراء عن «دار النثر» من أجل مزيد من الانتشار، معتبراً أنه حقق نجاحاً من خلال هذه الطرق. ونوه بأن صفحات «إنستغرام» أسهمت إلى حد كبير في التعريف بالمكتبة، إذ لاقت الفكرة الكثير من الإعجاب والتجاوب، مشيراً إلى أن هذا التجاوب يدفعه إلى افتتاح فرع جديد للوصول إلى شريحة أكبر من القراء. بوريا داهكاني: «الكتب تباع بأسعار تراوح بين 40 و60% من سعرها الأصلي للإصدار الجديد، ما يتيح للقراء شراء عدد أكبر منها». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :