تصدّى الجيش اليمني لأكثر من 5 محاولات تسلل نفّذتها ميليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه مواقع عسكرية في مختلف جبهات القتال. جاءت محاولات التسلل ضمن 245 خرقاً للهدنة الأممية ارتكبتها الميليشيات الإرهابية خلال الأيام الثلاثة الماضية في جبهات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب. وتوزّعت هذه الخروقات بين 67 خرقاً في محور «حيس» جنوب الحديدة، و48 خرقاً جنوب وغرب وشمال غرب مأرب، و45 خرقاً في جبهات محور تعز، و30 خرقاً في محور «البرح» غرب تعز، و35 خرقاً غرب محافظة حجة، و14 خرقاً في جبهات محافظة الجوف، و4 خروق في محور الضالع، وخرقان في جبهة «كتاف البقع» بمحافظة صعدة. كما نشطت الميليشيات الحوثية في عمليات استحداث المواقع ونشر عيارات ودبابات تركّزت معظمها في الجبهات الجنوبية لمحافظة مأرب، إضافة إلى نشر طائرات استطلاعية مسيّرة في مختلف الجبهات. وأكد خبراء ومحللون يمنيون لـ«الاتحاد»، أن الهدنة الأممية مهددة بالانهيار جراء الخروق اليومية، وأن الميليشيات تنسف كل الجهود الأممية والدولية المبذولة من أجل إنهاء الأزمة ووقف الحرب. وأوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني عيدروس باحشوان، في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تجاوزات ميليشيات الحوثي تضاعفت خلال الهدنة بدلاً من الالتزام بمواثيقها، الأمر الذي يؤكد على ضرورة اتخاذ موقف حازم يجعلها ترضخ للقرارات الأممية. وقال باحشوان، إنه على الرغم من التزام الجيش اليمني ومقاتلي القبائل بالهدنة الأممية، إلا أن الميليشيات استمرت في حشد الجبهات، وفرض الحصار واستهداف المدنيين وتجنيد الأطفال، وتنفيذ عدد من عمليات التسلل، وتوجيه طائراتها المسيرة نحو المناطق المدنية المحررة، وزرع الألغام التي تحتاج لعشرات السنوات لانتشالها. وأعتبر المحلل السياسي اليمني أن تمادي الميليشيات الإرهابية في ارتكاب مزيداً من الخروق، يأتي في إطار سعيها إلى رفع سقف شروطها، والحصول على مكاسب سياسية تبتز من خلالها المجتمع الدولي تحت ذريعة «الأوضاع الاقتصادية والإنسانية». وأشار باحشوان إلى أن ميليشيات الحوثي ترتكب في اليوم الواحد أكثر من 100 خرق عسكري تستهدف معظمها المدنيين، مشيراً إلى أن التجاهل الأممي لهذه الخروقات يمنح الميليشيا الإرهابية ضوء أخضر لتوسيع جرائمها دون محاسبة. بدوره، أكد المحلل والناشط السياسي اليمني أحمد الربيزي لـ«الاتحاد»، أن مئات آلاف اليمنيين في المناطق المحررة أو الواقعة تحت سيطرة الميليشيات يعانون الخروق والتجاوزات والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها الميليشيات، الأمر الذي يهدد الهدنة بالانهيار. وكشف الربيزي عن أنه منذ أن أعلنت الأمم المتحدة عن تمديد الهدنة في الثاني من أغسطس، اعتاد اليمنيون أن يستيقظوا كل يوم على خرق «حوثي» جديد، في تجاهل المتعمد للقرارات الأممية.
مشاركة :