صحيفة المرصد :هل للإرهابيين وقت مفضل لتنفيذ عملياتهم الإجرامية؟..سؤال لا يمكن التنبؤ بإجابته، قبل مراجعة التوقيتات الزمنية للهجمات التي استهدفت من خلالها الجماعات الراديكالية المتطرفة سواء المحسوبة على إيران كحزب الله بفرعيه (الكويتي والحجازي) أو تتبع تنظيميا للقاعدة وداعش، المصالح داخل السعودية، منذ أكثر من 5 عقود. ووفقا لصحيفة مكة من أصل 68 عملية إرهابية تم رصد ساعة حدوثها، يتضح أن الساعة الـ11 مساء كانت أكثر ساعة تنفيذا للعمليات الإرهابية بواقع 8 عمليات، تلتها التاسعة مساء بواقع 6 عمليات، وأخيرا السادسة مساء بـ4 عمليات، فيما تفرقت بقية العمليات الإرهابية والتي يتقاسم المسؤولية عنها كل من إيران والقاعدة وداعش وإرهابيي العوامية بقية ساعات اليوم. وبدءا من إلقاء القبض على مجموعة من المخربين (من دولة مجاورة) تمت الإطاحة بهم في 1965 وكانوا ينوون القيام بتفجيرات في مؤسسات أهلية وعامة في الرياض، وليس انتهاء بالانتحاري الداعشي الذي فجر نفسه بين مجموعة من المصلين في أحد مساجد نجران أواخر أكتوبر الماضي، يمكن القول باشتراك المنظمات الإرهابية التي خططت لتنفيذ عمليات تفجير كبرى، بتحديد عملياتها في الفترة الزمنية من السادسة مساء وحتى الـ12 بعد منتصف الليل، وهو ما كان حاضرا في عمليات حزب الله في مكة المكرمة والخبر، وعمليات القاعدة التي استهدفت مصالح حيوية ومجمعات سكنية في العاصمة الرياض، ما عدا عمليتين اثنتين واللتين استهدفت فيهما مبنى الإدارة العامة للمرور الساعة الثانية ظهرا طمعا في إيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف الموظفين خلال خروجهم من أعمالهم، ومرفق بقيق النفطي في الثالثة عصرا. غير أن تنظيما مثل داعش، ولاعتماده سياسية الذئاب المنفردة، فتتباين الساعات التي نفذ فيها جرائمه، لكونه يأخذ بمبدأ المناسبة وتحين الفرص، تبعا لأجندة التنظيم الرامية إلى خلق فتنة مذهبية داخل البلاد ونشر الفوضى كإطار عام لعمله، فيما تتركز غالبية العمليات التي نفذها إرهابيو العوامية على سبيل المثال، في الساعات المتأخرة من الليل، كحالات استهدافهم للمقرات الأمنية ومراكز الشرطة والدوريات والمحكمة العامة في القطيف، وما يرافق ذلك من إشعال للإطارات وقطع الطرقات. أما بالنسبة للعمليات الإرهابية التي اعتمدت أسلوب الاقتحام واحتجاز الرهائن، فيلاحظ من خلال مراجعة للعمليات التي نفذها تنظيم القاعدة منذ 12 مايو 2003 وحتى آخر عملية له في الرابع من يوليو 2014، بأنها تتم في العادة في وقت مبكر من الصباح، وتحديدا ما بين الساعة السابعة والسابعة والنصف كاقتحام مستشفى إسكان جازان وشركة ينبع ومجمع سكني في الخبر، وقد تؤخر عملية الاقتحام حتى الساعة الـ11 قبل الظهر، كما حصل في محاولة اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة. وفيما يختص بترصد المقيمين الأجانب، فتركزت غالبية العمليات ضدهم، خلال فترة ما بعد الظهر، بعد خروجهم من أعمالهم.
مشاركة :