«ناسا»: ذهابنا إلى القمر ضروري قبل أي مهمة نحو الكوكب الأحمر

  • 9/10/2022
  • 20:58
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حدد الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي هدفا للولايات المتحدة، يتمثل في إرسال رواد فضاء إلى القمر قبل نهاية ستينيات القرن الماضي. وفي خطاب كان يلقيه من جامعة "رايس" في تكساس في خضم الحرب الباردة، قال كينيدي "اخترنا الذهاب إلى القمر، ليس لأن الأمر سهل، بل لأنها مهمة صعبة". وبعد 60 عاما، شارفت الولايات المتحدة على إطلاق أول مهمة ضمن برنامجها "أرتيميس" للعودة إلى القمر، إلا أن السؤال المطروح يتمثل في السبب الكامن وراء إنجازها مهمة قد أتمتها سابقا؟ ووفق "الفرنسية"، تصاعدت الانتقادات التي طالت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في هذا الشأن خلال الأعوام الأخيرة، منها ما أطلقه مايكل كولينز رائد الفضاء في مهمة "أبولو 11" الذي لام "ناسا" لعدم وضعها أهدافا أكبر كالذهاب مباشرة إلى المريخ. إلا أن وكالة الفضاء الأمريكية تعد الذهاب إلى القمر ضروريا قبل أي مهمة نحو الكوكب الأحمر. وتريد "ناسا" من خلال عودتها إلى القمر ترسيخ وجود بشري دائم عليه، مع إرسالها مهمات تبقى أسابيع عدة على سطحه، بينما لم تستمر مهمة "أبولو" سابقا سوى بضعة أيام. وتسعى "ناسا" من خلال هذه الغاية لتتوصل إلى فهم أوضح لكيفية التحضير للانطلاق في مهمة إلى المريخ تستمر أعواما عدة. ويكون الإشعاع الفضائي في الكواكب الأبعد أكثر كثافة ويشكل تهديدا كبيرا لصحة البشر. أما المدار المنخفض حيث تعمل محطة الفضاء الدولية فهو محمي جزئيا من المجال المغناطيسي للأرض، وهو ما ليس موجودا في حالة القمر. وبدءا من مهمة "أرتيميس" الأولى، يرتقب إجراء تجارب عدة لدراسة تأثير هذا الإشعاع في الكائنات الحية وتقييم فاعلية السترات المضادة للإشعاع. وبينما من الممكن إعادة تموين محطة الفضاء الدولية، إلا أن الرحلات إلى القمر "أبعد من المحطة بألف مرة" تتسم بتعقيد أكبر لهذه الناحية. ولتجنب الحاجة إلى نقل كل ما يلزم خلال المهمات، وتخفيف التكاليف تاليا، ترغب "ناسا" في تعلم كيفية استخدام الموارد الموجودة على سطح القمر أصلا، وأهمها المياه الموجودة على شكل جليد، الذي جرى التأكد من وجوده في القطب الجنوبي للقمر، ويمكن تحويله إلى وقود "يتكون الماء من الأكسجين والهيدروجين الذي تستخدمه الصواريخ كوقود". ترغب "ناسا" أيضا في إجراء اختبارات على القمر بشأن التقنيات التي ستتيح لها الذهاب إلى المريخ، أهمها بزات فضاء جديدة مخصصة للطلعات خارج المركبات. وكلفت شركة "أكسيوم سبايس" بتصميم البزات التي ستخصص لأول مهمة ستهبط على القمر، المتوقعة 2025 على أقرب تقدير.

مشاركة :