برلين – الوكالات: أعربت قوى أوروبية أمس عن «شكوك جدية» في مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران يقوّض احتمالات إحياء اتفاق 2015. وبدا أن المفاوضين الأوروبيين يحققون تقدّما باتّجاه إحياء اتفاق عام 2015 مع موافقة إيران إلى حد كبير على نص المقترح النهائي. لكن درجة التفاؤل تراجعت عندما أرسلت الولايات المتحدة ردّها الذي ردّت عليه إيران بدورها. وفي بيان مشترك أمس، قالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن المقترح النهائي الذي طُرح على طهران يمثّل «الحد الأقصى لمرونة» القوى الأوروبية بشأن الملف. وأضافت «للأسف، اختارت إيران عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة»، مشيرة إلى أن طهران «تواصل بدلا من ذلك التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول». وأعادت طهران طرح مسائل مرتبطة بتعهّداتها الملزمة قانونا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتي تم التوصل إليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأفادت الدول الثلاث بأن «هذا الطلب الأخير يثير شكوكا جدية في نوايا إيران ومدى التزامها التوصل إلى نتيجة ناجحة في ما يتعلّق بخطة العمل الشاملة المشتركة». وأتاح اتفاق 2015 المبرم بين طهران وست قوى دولية (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، بكين، وبرلين) رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها. وتعززت الآمال بشأن إمكان إحياء الاتفاق في عهد الرئيس جو بايدن المؤيد لذلك. ويأتي بيان القوى الأوروبية الثلاث بعد يوم على تأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن رد إيران الأخير على مسألة إحياء الاتفاق النووي يمثّل خطوة «إلى الوراء». وأضاف «لسنا على وشك الموافقة على اتفاق لا يفي بمتطلباتنا الأساسية».
مشاركة :