الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت عن عالمنا قبل ساعات قليلة، لم تكن حاكمة قوية استطاعت أن تحكم أكثر من 70 عام فقط، ولكن أيضًا كانت تعد إحدى أكثر النساء قوة وذكاء في العالم، ودائمًا ما كان لها أسلوب فريد في اختيار قطع أزيائها وانتقاء اكسسواراتها التي تناسب منصبها، وتعبر أيضًا عن شخصيتها. وللملكة إليزابيث أسلوب خاص في اختيار أزيائها، نال اهتمام قطاع واسع من الجمهور، حيث دائمًا ما كنا نراها بأزياء ذات ألوان صاخبة ولافتة، بتصميمات متشابهة، كما حرصت على الظهور باستمرار بقبعات مميزة من نفس لون الزي الذي اختارته. فنادرًا ما كانت تظهر الملكة الراحلة بأزياء مميزة دون أن ترتدي قبعات من نفس لون الزي، وذلك في العديد من المناسبات والاحتفالات التي حضرتها. لم تختر الملكة الراحلة أزيائها بشكل عشوائي في المناسبات المختلفة، ففي الفيلم الوثائقي "الملكة في التسعين" الذي صدر عام 2016، تحدثت صوفي ريس جونز، كونتيسة ويسيكس عن اختيار الملكة للألوان الزاهية مثل الأصفر والفوشيا، وأكدت أن تلك الألوان تجعل من السهل اكتشاف الملكة بين الحشود الكبيرة، وأضافت صوفي وقتها: "إنها بحاجة إلى التميز حتى يتمكن الناس من قول (رأيت الملكة)". ففي أحد الاحتفالات التي حضرتها الملكة مؤخرًا قبل وفاتها، ظهرت مرتدية معطف أصفر اللون تميز بكونه متوسط الطول، مع أزرار أمامية ذهبية ضخمة، ونسقت معه قبعة باللون نفسه مزينة بالزهور الزرقاء، ووضعت بروش ذهبي على صدرها، لتظهر بإطلالة زاهية وخاطفة. وفي كتاب "Our Rainbow Queen"، لاحظت الصحفية الويلزية سالي هيوز ما تأخذه الملكة بعين الاعتبار عندما يأتي الأمر للألوان، فهي لم ترتد اللون الأخضر في الأماكن العشبية، ولا الألوان الداكنة على المفروشات الداكنة، فكان لديها فن وذوق مميز في اختيار الألوان والأزياء التي توائم كل مناسبة. فخلال تواجده في أحد الأماكن الخاصة بنظام الحكم، والتي كانت تعتمد على ديكورات بألوان داكنة وذهبية كذلك، ارتدت الملكة في هذا اليوم رداء باللون البنفسجي الفاتح، متوسط الطول، مع أزرار باللون نفسه وتزينت أكتافه بتطريزات باللون الأصفر، مع قبعة من نفس اللون والتطريز الذي يميزها. وابتعدت الملكة كذلك عن الصيحات التي يمكن أن تفقد شعبيتها بسرعة، كما وثقت في عدد من مصممي الأزياء البريطانيين ليكونون مسؤولون عن إطلالاتها ومنهم نورمان هارتنيل وهاردي آميس وستيوارت بارفين وأنجيلا كيلي. اكسسوارات الملكة لم تخل كذلك من حملها لرسالة معينة أو تعبيرها عن حدث أو شيء معين، حيث إنها حرصت على ارتداء بعض الدبابيس الفخمة التي وضعتها أعلى الزي الذي ترتديه، وبعض منها يمثل إحدى الأمم من المملكة المتحدة؛ فكان إحداها على شكل وردة تمثل إنجلترا، وأخرى على شكل أزهار النرجس لتمثل ويلز، أما الأشواك فكانت خاصة باسكتلندا، وغصن نبات النفل لأيرلندا الشمالية. ففي أحد المرات ظهرت مرتدية معطف باللون الوردي مع أزرار أمامية باللون الأسود، وقبعة وردية كذلك، ونسقت مع هذه الإطلالة الفخمة دبوس على شكل أزهار النرجس الأصفر البراق الذي يعتبر الزهرة الرسمية لوايلز، وذلك خلال زيارتها لهم، واعتبرت أن البروش بمثابة تكريمًا لسكان ويلز. الصور من AFP وحساب العائلة المالكة بانستجرام
مشاركة :