أثرياء عقلاء وأثرياء مجانين

  • 9/12/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الطيار أنه خلال دقائق معدودات فقط سوف تهبط الطائرة في العاصمة البريطانية لندن، وإذ يقوم هو يمدّ يده من جيبه وأخرج محفظة نقودة، لأنه يستعد لفعل تصرّف يفعله الكثيرون منا عند زيارتهم لأي دولة أجنبية، وهو صرف الأموال بشكل هستيري ورميها على أي شيء حتى لو كان تافهًا ورخيصًا. عشتُ أنا شخصيًا كما غيري من أبناء الجاليات في بلاد الغربة لمدة عقد ونصف، ورأيتُ أثرياءنا يتصرّفون كأنهم أطفال يشترون بيوتًا فارهةً ويتركونها فارغة لسنوات، ويريدون لفت الانتباه بأي وسيلة، والإعلام هناك بات يركز عليهم كمادة مسلية، وأفعالهم لا تمت بأي صلة للعقل والمنطق، وكأنهم الوحيدون في هذا الكون الواسع الذين يملكون المال. في أحد المرات دُعيت لندوة أكاديمية في آخر عام جامعي، وسوف يحضرها أحدُ عمالقة البرمجيات وهو أمريكي في عقده الرابع، وعند دخوله كانت تصرفاته طبيعية ومتواضعة للغاية، ورفض الجلوس في المنصة المرتفعة بل كان وسط الحاضرين يجيب ويعلّق على كل شيء ومتفاعل بشدة معنا، ولم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن ثروته التي تتجاوز ميزانية عدّة دول مجتمعة. علماء النفس ذكروا أن هذه التصرفات تدل على الحرمان غير المشبع عند نفوس البعض، ولهذا يقوم بهذه التصرفات الصبيانية، أما الكتوم فلديه حساباته الخاصة وخططه المستقبلية التي يخاف أن يبوح عنها لأسباب كثيرة خاصة به. - د. حسين علي غالب - بريطانيا

مشاركة :