أفاد مسؤولون أوكرانيون بفصل محطة زابوريجيا للطاقة النووية عن شبكة الكهرباء في البلاد تماما، وأشاروا إلى أنه جار وقفها عن العمل. وأعلنت شركة إنرهواتوم للطاقة النووية، التي تتولى تشغيل المحطة أمس، أنها قررت وضع وحدة المفاعل رقم 6 في الحالة الأكثر أمانا، حالة البرودة، في إشارة إلى المفاعل الأخير في المحطة. ورغم التحذيرات الدولية، ظلت محطة الطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، تتعرض للقصف طوال أسابيع. وتلقي روسيا وأوكرانيا باللائمة كل منهما على الأخرى بالنسبة إلى تصعيد الأوضاع حول المحطة. ووفقا لـ "إنرهواتوم"، كانت المحطة المحاصرة تعمل بالفعل خلال الأيام الثلاثة الماضية في "وضعية الجزيرة" أي أنها غير متصلة بمحطات أخرى، ما يعني أنها كانت تنتج الكهرباء فقط لتزويد نفسها بها، إذ أدى القصف إلى تدمير جميع الخطوط التي تربطها بشبكة الكهرباء الأوكرانية. ومساء السبت، تمت إعادة أحد الخطوط إلى شبكة الكهرباء، وتقرر تزويد محطة الطاقة النووية عبر هذا الخط، وإغلاق آخر وحدة مفاعل عاملة، وتبريدها لتصل إلى الوضع البارد الآمن. ووفقا لـ"الألمانية"، شهدت المحطة بالفعل إغلاقا طارئا في آب (أغسطس) جراء قصف طال موقعها. وقال مراقبون دوليون "إن الوضع في المحطة أصبح غير مستقر بشكل متزايد، مع استمرار المخاوف من حدوث كارثة". وذكر متخصصون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المتمركزون في المنشأة "إن المحطة لم تعد لديها إمدادات خارجية من الكهرباء لتبريد الأجزاء المركزية لمفاعل ومخلفات نووية، بعدما تسبب القصف في تدمير محطة فرعية في بلدة انرهودار القريبة". وقال رفائيل جروسي، مدير الوكالة في فيينا "إن هذا وضع غير مستدام ويصبح غير مستقر بشكل متزايد"، مجددا طلبه بوقف الأعمال العسكرية وإقامة منطقة منزوعة السلاح حول المحطة لمنع حدوث كارثة نووية. وأشار جروسي إلى أن الشركة، التي تتولى تشغيل محطة الطاقة الأوكرانية تدرس الآن وقف وحدات المفاعل السادس الأخيرة التي لا تزال تعمل في المحطة، نظرا لأنه من المستبعد إمكانية استعادة الكهرباء في خضم تزايد القتال في المنطقة.