الرياض ـ البلاد اختارت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية، “كهف العقرب الأسود” بمنطقة الحدود الشمالية، ليكون ضمن الكهوف المستهدفة لتفعيل “سياحة الكهوف” في المملكة. ويقع “كهف العقرب الأسود” بالقرب من قرية الهبكة التي تبعد عن محافظة رفحاء 160 كلم باتجاه الغرب. ويتكون الكهف من متسعات ثلاثة كبيرة يفصل بينها حواجز وممرات ضيقة، ويبلغ أقصى عمق بالكهف حوالي 500 متر تحت سطح الأرض. وأطلقت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عليه اسم “كهف العقرب اﻷسود”، ويحوي كميات ضخمة من العظام منتشرة في كل نواحي الكهف. وزار الكهف العديد من الوفود والباحثين من داخل المملكة وخارجها بهدف الاستكشاف، ويعد مرتعاً للضباع والذئاب والثعالب. وتتميز قرية “الهبكة” بكثرة الكهوف، وتعد منهلاً من مناهل البادية قديماً لكثرة آبار المياه فيها. ويبلغ عدد الكهوف والدحول بمنطقة الحدود الشمالية 542 كهفاً ودحلاً، وتعد ثروة وطنية لجلب السياح والعلماء، وتحتاج للاهتمام والتطوير لاستثمارها وإدراجها ضمن السياحة الجيولوجية “سياحة الكهوف”. وتعد الكهوف أحد أهم وجهات الجذب السياحي لأنماط السياحة البيئية والجيولوجية في بعض دول العالم في الوقت الحالي. وتتكون الكهوف في المملكة من طبيعة صخرية متفردة، لهوابط وصواعد كلسية، ونتيجة نحت المياه على الأسطح الداخلية للصخور، فيما تضفي تشكيلات الصفائح الصخرية حول محيط الكهوف مناظر خلابة. وتتميز بعض الكهوف في المملكة بوجود نقوش أثرية حولها أو داخلها يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما توفر بعض الكهوف البيئة المناسبة للحياة الفطرية والكائنات الحية مثل الخفافيش وأنواع من الطيور والثديات. وبناءً على التعاون المستمر بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهيئة المساحة الجيولوجية تم اختيار كهف العقرب الأسود في منطقة الحدود الشمالية. وتتاح زيارة هذه الكهوف للسياح من داخل وخارج المملكة بشرط أن تكون من خلال منظم رحلات معتمد وبرفقة مرشد سياحي مؤهل لهذا النمط ووفق المعايير المطلوبة لتوفير سياحة آمنة، تضمن سلامة السائح وسلامة بيئة الكهف.