الأمين العام للأمم المتحدة عن فيضانات باكستان: الخسائر مليارية

  • 9/12/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نشر للموقع فقط: تواصل ـ فريق التحرير: أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال زيارته التضامنية لباكستان أن الاحتياجات هائلة؛ مؤكدا أنه لم يشاهد يوما كارثة مناخية بمثل هذا الحجم. وحث غوتيريش على تقديم دعم مالي ضخم وعاجل للبلاد، بعد أن حلّق فوق بعض المناطق التي غمرتها الفيضانات في جنوب البلاد وعاين بنفسه مدى آثار الكارثة. وعلّق غوتيريش، على فيضانات باكستان العارمة، قائلاً إنه لم يشاهد من قبل «مذبحة مناخية» بهذا الحجم، وقضى جراءها 1400 شخص، ومازالت الحصيلة ترتفع بين يوم وآخر. أمطار وفيضانات قياسية وشهدت باكستان في شهري يوليو وأغسطس هطول أمطار بمعدل 391 ملليمترا أو ما يقرب من 190 بالمئة أعلى من متوسط 30 عاما. وشهد إقليم السند الجنوبي هطول أمطار بنسبة تتجاوز 466 بالمئة أكثر من المتوسط. وتسببت أمطار موسمية سقطت بكميات قياسية، وكذلك ذوبان الكتل الجليدية في الجبال الشمالية، في فيضانات جرفت المنازل والطرق وخطوط السكك الحديدية والجسور والماشية والمحاصيل. خسائر مليارية وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء شهباز شريف في العاصمة إسلام أباد: "أقول للمجتمع الدولي إن باكستان تحتاج إلى دعم مالي هائل في الوقت الذي تصل فيه تقديرات الخسائر إلى 30 مليار دولار". وقال شريف: "تحتاج باكستان إلى كم هائل من التمويل" لجهود الإغاثة. وأضاف أن البلاد "ستظل تواجه متاعب إذا لم تتلق مساعدات دولية كافية". وتوقع إحسان إقبال وزير التخطيط في مؤتمر صحافي في وقت سابق أن تخفض باكستان تقديرها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية 2022-2023 إلى 3 من 5% بسبب الخسائر. وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 160 مليون دولار لمساعدة باكستان على مواجهة الكارثة. كارثة سكانية وطالت الفيضانات أكثر من 33 مليونا شخصا أي أكثر من 14 بالمئة من سكان البلاد، فيما ألحقت دمار كاملا او أضرارا بحوالى مليون منزل على ما تفيد الحكومة. وأوضحت الهيئة أن الفيضانات أتت على أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية فيما جرفت المياه 3400 كيلومترا من الطرقات و157 جسرا. من جانبه، أكد رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، إن عدد المتضررين من الفيضانات بلغ 33 مليون نسمة، وهو ما يقدر بحوالي 15 بالمئة من سكان البلاد. ويرى مسؤولون في باكستان أن التغير المناخي هو السبب وراء هذه الفيضانات الشديدة. لكن البعض يرى أن ضعف مستوى التخطيط لدى الحكومات المحلية كان هو السبب الرئيسي وراء تفاقم الأضرار الناجمة عن تلك الكارثة الطبيعية، إذ كانت المباني تُشيد في المناطق الأكثر عرضة لخطر الفيضانات الموسمية. أزمة غذاء في حين أنه من المبكر تقييم الخسائر الفعلية للكارثة، حيث تقدر مساهمة قطاع الزراعة في البلاد بنحو 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وذكرت صحيفة اكسبريس تريبيون الباكستانية، أن تداعيات السيول قد تشمل ارتفاع الواردات، وهبوط الصادرات، وارتفاع التضخم، مما سيقوض جهود الحكومة لمواجهة الرياح المعاكسة على مستوى الاقتصاد الكلي. كما ستفقد حكومة باكستان صادرات المنسوجات بقيمة مليار دولار، وتصل هذه الخسائر إلى حوالي 4.5 مليار دولار (1.08 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي) في السنة المالية الحالية 2022-2023. وبسبب الفيضانات، توقع التقرير أن يواجه المستهلكون عجزًا في معروض السلع الأساسية في محلات البقالة المنزلية مثل البصل والطماطم والفلفل الحار وغيرها. تضرر الصناعة من ناحية أخرى، فإن عدم توافر القطن الخام المستورد أو غيره من المنسوجات غير المصنعة سيؤثر سلبًا على صادرات البلاد من المنسوجات. ويعد القطن هو المحصول الأكثر تضررا هو القطن، فقد أنتج المزارعون 8 ملايين بالة في السنة المالية السابقة، والبالة هي وحدة القياس في وزن القطن وتعادل 227 كيلو جراماً. غير أنه من المتوقع أن يكون المحصول هذه العام أضعف بكثير بالمقارنة مع السنوات السابقة، وسط هطول أمطار غزيرة في أقليم السند. وأوضح التقرير أن بذر القطن قد تم تدميره على نطاق واسع (في أقليم السند)، وبافتراض أن الدولة ستقوم باستيراد القطن لتلبية 80 بالمئة من الطلب هذا العام، فمن المرجح أن تتجاوز فاتورة الاستيراد 4.4 مليار دولار (+ 144 بالمئة على أساس سنوي) في السنة المالية 2023. تضرر الغلال من المتوقع أن يتعرض الأرز هو الأخر لأضرار جسيمة بسبب الفيضانات، فالأرز من بين المحاصيل القليلة التي زادت فيها المساحة المزروعة بشكل كبير في العامين الماضيين، (حوالي 20 بالمئة). وتبلغ صادرات الأرز نحو 2.5 مليار دولار. ونظرًا لأنه يُعتقد أن المياه من الفيضانات قد تستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر لتجف، مما قد يؤدي لتأخير بذر بذور القمح. وتبلغ فاتورة استيراد 15 بالمئة من احتياجات القمح البالغة 30 مليون طن بـ 1.7 مليار دولار في السنة المالية الجارية. وإلى جانب المحاصيل، أفادت التقارير أن أكثر من 500 ألف رأس من الماشية قد نفقت في الفيضانات. وسيضيف هذا إلى العبء الواقع على سكان الريف، الذين يعانون بالفعل من ارتفاع أسعار الديزل والأسمدة، وسيؤدي إلى نقص إمدادات الحليب. هذا بالإضافة إلى القمح وزيت الطعام والحليب واللحوم والذي يقدر وزنهم في سلة مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم) بـ 18 بالمئة، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع معدل تضخم الغذاء إلى 28 بالمئة، وهو أعلى مستوى في 13 عاما. يذكر أن الأمطار الموسمية التي تستمر عادة من يونيو إلى سبتمبر تعد أساسية لري المزروعات ولموارد المياه في شبه القارة الهندية لكنها تحمل سنويا كما من المآسي والدمار. The post الأمين العام للأمم المتحدة عن فيضانات باكستان: الخسائر مليارية appeared first on صحيفة تواصل الالكترونية .

مشاركة :