أعلنت أوكرانيا أمس أن قواتها استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها 3000 كيلومتر مربّع هذا الشهر، في إطار هجوم مضاد يتركّز في شمال شرق البلاد، وأفاد الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أنه «منذ مطلع سبتمبر، عاد أكثر من 3000 كيلومتر مربع إلى السيطرة الأوكرانية، وفي محيط خاركيف، بدأنا التقدّم ليس في الجنوب والشرق فحسب، بل أيضا باتّجاه الشمال، نحن على بعد 50 كم عن الحدود». وأكدت أوكرانيا أمس أن قواتها تتحرّك لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى في محيط مدينة إيزيوم الإستراتيجية، وأفاد الجيش الأوكراني في تعميم بشأن الوضع الميداني أمس الذي يصادف مرور 200 يوم على بدء الغزو الروسي، أن «قواتنا دخلت كوبيانسك، تحرير المستوطنات جار في منطقتي كوبيانسك وإيزيوم التابعتين لمنطقة خاركيف»، واستعاد الجيش الأوكراني 30 قرية وبلدة على الأقل في منطقة خاركيف شرقًا. في المقابل ذكر مسؤول روسي في منطقة جنوبية محاذية لأوكرانيا أمس أن آلاف الأشخاص عبروا الحدود تزامنا مع إعلان كييف أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في شرق البلاد. وقال حاكم منطقة بيلغجورود فياشيسلاف جلادكوف في بيان مصوّر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي «على مدى اليوم الماضي، عبر آلاف الأشخاص الحدود، توجّه معظمهم إلى أقارب في سياراتهم الخاصة، اليوم يوجد 1342 شخصًا يتم إيواؤهم في 27 مركزًا موقتًا في المنطقة». بدوره حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا تأمل في «كسر» المقاومة الأوكرانية خلال فصل الشتاء معولة على مشاكل التدفئة، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة قد يتسبب في تراجع زخم الدعم الغربي لكييف، من جهتها، أكدت موسكو السبت أن جيشها «أعاد تجميع قواته» قرب دونيتسك جنوب البلاد، بعد أن حقق الجيش الأوكراني اختراقًا واسعًا في هجومه المضاد. وشدد في مداخلة خلال منتدى يالطا للإستراتيجية الأوروبية المنعقد في كييف على أن روسيا قد تستهدف بضرباتها «الشركات والبنى التحتية التي تؤمن التدفئة» في أوكرانيا، داعيًا في هذا السياق الغرب إلى إمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي. وحذر زيلينسكي أيضًا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يعمد إلى قطع تام لإمدادات بلاده من الغاز لأوروبا لإجبار العواصم الغربية على البحث عن تسوية معه، ودعا الرئيس الأوكراني إلى مواصلة دعم بلاده في حربها، قائلاً: «نحن بحاجة إلى أشياء ملموسة: أسلحة، صواريخ، دعم مالي وسياسي».
مشاركة :