احتفل المركز الثقافي الصيني بالقاهرة مساء أمس (السبت) بعيد منتصف الخريف في أجواء احتفالية مبهجة تميز فيها الطلاب المصريون في مسابقة إلقاء الشعر الصيني. ويتميز عيد منتصف الخريف بمظاهر تقليدية صينية مثل التجمعات العائلية وتناول كعك القمر ومشاهدة اكتمال القمر، ويتم الاحتفال به في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من التقويم القمري الصيني، الذي وافق العاشر من سبتمبر هذا العام. وتحولت ساحة المركز الثقافي الصيني في المساء إلى مسرح لمسابقة إلقاء الشعر الصيني بمصاحبة مقاطع فيديو مختلفة عن الثقافة الصينية من صنع المتسابقين تم عرضها على شاشة خلفية كبيرة أثناء أداء كل قصيدة، وسط أضواء الليزر الحمراء التي انعكست على الجدران والأشجار المحيطة. وحصد 10 طلاب جوائز المسابقة، بمعدل فائز واحد في المركز الأول وثلاثة في المركز الثاني وستة في المركز الثالث. وكانت الجائزة الأولى من نصيب ندى حسني، الطالبة في كلية الألسن بجامعة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية، والتي أدت قصيدة كتبها الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ. وقالت ندى لوكالة أنباء ((شينخوا))، "طموحي هو الحصول على منحة دراسية للسفر إلى الصين ثم الدراسة للحصول على درجة الماجستير عندما أعود، وأحلم بالعمل في تدريس اللغة الصينية". وأضافت، "قررت دراسة اللغة الصينية لأنني وجدت أنها من أفضل اللغات لسوق العمل، وبمساعدة أساتذتي تمكنت من الوصول إلى هذا المستوى في اللغة الصينية". وأكدت مدرسة اللغة الصينية شنغ يو سي، التي تتحدث اللغة العربية جيدا وتطلق على نفسها الاسم العربي "سلمى"، أنها فخورة جدا بتفوق طالبتها ندى في المسابقة وشعرت أن جهودها في تدريس وتدريب الطلاب تكللت بالنجاح. وقالت شنغ، "نحن نعلم الطلاب الأجانب اللغة الصينية وننقل لهم الثقافة الصينية أيضا، كما أننا كصينيين نتعرف أيضا على الثقافات المصرية والعربية، فنحن نتبادل ثقافاتنا". وافتتح الاحتفالية تشانغ تاو القائم بأعمال السفارة الصينية في مصر، حيث دعا "الأصدقاء المصريين" إلى معرفة المزيد عن الثقافة الصينية وعيد منتصف الخريف الصيني. من جانبه، أشاد يانغ رونغ هاو، المستشار الثقافي لسفارة الصين بمصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، بتحسين المهارات اللغوية لدى الطلاب المصريين هذا العام وفهمهم للشعر الصيني. وأشار إلى أن هذه الاحتفالية تصادف أيضا الذكرى العشرين لتأسيس المركز الثقافي الصيني في القاهرة. وقال يانغ لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد لعب المركز الثقافي الصيني في القاهرة منذ إنشائه دورا أساسيا في تعزيز الصداقة التقليدية والتعاون بين الشعبين الصيني والمصري". وكان الحسن علي، الطالب بمعهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، من بين الطلاب الستة الذين حصلوا على المركز الثالث في المسابقة. وقال الشاب المصري، "لقد شاركت في العديد من الأنشطة المتعلقة بالصين، منها هذه الاحتفالية بمناسبة عيد منتصف الخريف الصيني، ومن خلال هذه الأنشطة تعلمت الكثير عن الثقافة الصينية وكوّنت العديد من الأصدقاء الصينيين". وأصبحت اللغة الصينية الآن اللغة الأولى في مصر من حيث الطلب المتزايد على تعلمها، بحسب الدكتور حسن رجب، عميد كلية الألسن بجامعة قناة السويس ومدير معهد كونفوشيوس بالجامعة. وقال رجب لـ ((شينخوا))، "أعتقد أن هذا له علاقة ببزوغ النجم الصيني على المستوى الدولي اقتصاديا وثقافيا، بالإضافة إلى تميز العلاقة المصرية الصينية والعلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين".
مشاركة :