عُيِّن الملك تشارلز الثالث رسمياً ملكاً لأستراليا ونيوزيلندا، أمس، في احتفالات أُقيمت في البلدين بمناسبة اعتلائه العرش. وفي كانبيرا، أعلن الحاكم العام ديفيد هيرلي أن «الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج هو الملك تشارلز الثالث ملك أستراليا». وفي حفل مماثل في ولنغتون، حيت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن تشارلز الثالث، مؤكدة أنه «يكن الود منذ فترة طويلة لنيوزيلندا، وأظهر باستمرار اهتمامه الكبير بأمتنا». وهاتان المستعمرتان البريطانيتان السابقتان مستقلتان منذ عقود، لكنهما أبقتا الملك رئيساً للدولة. وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، الذي سيتوجه إلى لندن لحضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية، أن 22 سبتمبر سيكون عطلة رسمية في أستراليا حداداً على الملكة. وعشية توجه ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث اليوم جواً من العاصمة لندن إلى مدينة إدنبرة الأسكتلندية، في مستهل أولى جولاته في الأقاليم الأربعة المؤلِفة لمملكته، وصل نعش والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، عصر أمس، إلى المدينة نفسها، بعدما بدأ قبل ذلك بساعات الرحلة الأخيرة، لأطول حكام المملكة المتحدة جلوساً على العرش، في تاريخ البلاد. وفي ساعات الصباح الأولى، غادر نعش الملكة قصر بالمورال، المقر الملكي الصيفي الذي وافتها فيه المنية بأسكتلندا، يوم الخميس الماضي عن عمر ناهز 96 عاماً، ضمن موكب جنائزي قطع أكثر من 280 كيلومتراً على مدى نحو ست ساعات، سنحت خلالها الفرصة للمرة الأولى للبريطانيين، لإلقاء نظرة على النعش الذي يحوي جثمان ملكتهم الراحلة. والموكب البطيء، الذي انطلق من بالمورال، هو الحدث الأول ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنتهي بالجنازة الرسمية في كنيسة وستمنستر بلندن في 19 سبتمبر. ووسط آلاف الأشخاص، الذين احتشدوا بصمت على طول الطريق التي سار فيها الموكب، مرّ النعش المصنوع من خشب السنديان، والذي لُف في العلم الملكي الأسكتلندي، على عدد من المدن والبلدات في الإقليم، من بينها أبردين ودَندي وبيرث، قبل أن يصل إلى عاصمته إدنبرة، حيث وُضِعَ الجثمان في قاعة العرش، بقصر هوليرود هاوس؛ الذي يمثل المقر الرسمي للعائلة المالكة في المدينة. أخبار ذات صلة تشارلز يتوجه إلى إسكتلندا لنقل نعش والدته لكاتدرائية سانت جايلز قرقاش: الملكة إليزابيث كرست حياتها لخدمة بلادها بحكمة والتزام موكب جنائزي لإليزابيث الثانية يجوب أسكتلندا (رويترز) موكب جنائزي لإليزابيث الثانية يجوب أسكتلندا (رويترز) ونقل جنود من الفوج الملكي الأسكتلندي النعش إلى غرفة العرش بالقصر حيث سيُسجى طوال الليل. ويواصل الآلاف التجمع عند قصور ملكية في أنحاء بريطانيا لوضع الزهور وإبداء الاحترام والتعازي. ومن المقرر أن يُنقل النعش اليوم، بحضور الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا وأفراد من العائلة المالكة، إلى كاتدرائية سانت جايلز العريقة في إدنبرة، ليبقى 24 ساعة، تُتاح خلالها الفرصة للعامة لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، قبل أن يتم نقله مساء غد الثلاثاء جواً إلى لندن، ليبقى هناك حتى موعد الجنازة المقررة في التاسع عشر من الشهر الجاري. ومن جانبها، قالت رئيسة الحكومة المحلية في أسكتلندا نيكولا ستيرجن في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، إن الرحلة «المثيرة للمشاعر» التي قطعها النعش أمس، منحت مواطني الإقليم، فرصة في أن «تكون لهم بصمتهم، على صعيد ذلك الفقد المشترك الذي تعانيه بلادنا». من جهة أخرى، وبينما لا تزال حشود كبيرة من البريطانيين تلتف حول قصر باكنجهام، المقر الملكي الرسمي بقلب لندن لوضع أكاليل الزهور حداداً على وفاة الملكة إليزابيث؛ استقبل خليفتها في داخل القصر، الأمين العام لمنظمة الكومنولث باتريشيا سكوتلاند. كما حضر الملك الجديد حفل استقبال، شارك فيه ممثلو 14 دولة عضو في المنظمة، يعتبر عاهل بريطانيا رئيساً لها. بالتزامن مع ذلك، شهدت عواصم أقاليم ويلز وأسكتلندا وإيرلندا الشمالية، إدنبرة وكارديف وبلفاست على الترتيب، مراسم إعلان اختيار تشارلز الثالث ملكاً للمملكة المتحدة، على غرار ما جرى في العاصمة لندن قبل يومين. وتنضم ليز تراس، التي كان تعيينها رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء الماضي آخر عمل علني للملكة، إلى الملك تشارلز ليقوما معاً بالجولة في المملكة المتحدة. وشَكَّلَ الإعلان الرسمي عن تسمية الملك الجديد في الأقاليم الثلاثة، التي تتألف منها المملكة المتحدة بجانب إنجلترا، تمهيداً لأولى جولات تشارلز الثالث فيها، والتي تبدأ بوصوله إلى أسكتلندا اليوم، حيث سيلتقي رئيسة حكومتها، وسيحضر جلسة يعقدها البرلمان هناك، لتقديم التعازي له في وفاة والدته، وذلك بعد ساعات من اجتماع آخر، يُنتظر أن يعقده مجلسا العموم واللوردات البريطانيان في لندن للغرض نفسه.
مشاركة :