هي رحلة استمرت قرابة قرنين امتلأت خلالهما بالأحجار الكريمة وقصص الحب العظيمة وملامح الثقافة الشعبية. من وجهة نظر عادية، إن جوهرة "تيفاني" هي مجرد مزيج مدروس ومتقن من المعادن والأحجار الكريمة. غير أنه خلف كل ابتكار، قصة موهبة رؤيوية وبراعة تقنية. لدار "تيفاني أند كو."Tiffany & Co. روح مزدوجة تجسّدها إبداعاتها منذ 1837. تزيّنت بتصاميم الدار بعض أشهر وألمع الشخصيات العالمية، مثل "أودريهيبورن" التي وضعت ماسة "تيفاني" الأسطوريةفي الحملة الترويجية لفيلم "الإفطار عند تيفاني"(1961).ولا ننسى "جاكلين كينيدي" وأساورهاالمطلية بالمينا التي صممها "جان شلمبرجيه"،أو البروش الذي طلبه زوجها "جون ف. كينيدي"بمناسبة ولادة طفلهما الثاني، وفي الآونة الأخيرة"ليدي غاغا" و"بيونسيه". كل قطعة مجوهرات محفورة برمز"تيفاني" هي قطعة تتمناها كل امرأة بسبب سحرها الخالد. ليس من باب الصدفة أن "تيفاني" تعتبر رمز المجوهرات الأمريكية. بعد بناء ماض من النجاحات، وفي ظل حاضر حققت فيه الدار حجم مبيعات قياسيًا ونموًا قويًا في العام الأخير، وبانتظار مستقبلمشرق وحافل بالإنجازات الجديدة، قد نتساءل عنأسرار هذا النجاحالطويل الأمد. لا نستطيع أن نؤكد ماهية تلك الأسرار، لكننا نعرف بعض القصص التي قد تكشف جزءًا من نجاحها المستمر. فتح"تشارلز لويس تيفاني"أبواب أول متجر لعلامته"تيفاني" في شهر سبتمبرمن العام 1837 في مبنى 259 من شارعبرودوايفي نيويورك، وكان مخصصًا في البداية لبيع "السلع الفاخرة" والأغراض الصغيرة والقرطاسية. وفي نهاية أول يوم عمل، بلغ إجمالي مبيعات "تشارلز لويس"4.98 دولار. نُشر "الكتاب الأزرق"من "تيفاني أند كو." Tiffany & Co. Blue Bookللمرة الأولى عام 1845، وسرعان ما أصبح قطعة ذات قيمة تاريخية إذ أنه كان أول كتالوج للمجوهرات الفاخرة مرسل بالبريد المباشر إلى المنازلالأمريكية. على مدى عقود، احتوت صفحات "الكتاب الأزرق" على صور أندر الجواهر في العالم والكنوز، ويقول عنه اليوم "أنطوني ليدرو" الرئيس التنفيذي العالمي للشركة: "الكتاب الأزرق الأصلي هو جزء مهم من تراث تيفاني". وقد احتفل غاليري "ساتشي"في لندن حديثًا بهذا الإرث التاريخي من خلال معرض مكرس لقطع من أرشيف"تيفاني" ومقسّموفق مواضيع مختلفة شملت مثلًا أعمالًا فنية لمصمم المجوهرات الفرنسي "جان شلمبرجيه". تعود قصة الدرجة الزرقاء القريبة من أزرق بيضة طير السمنة الأمريكي الشمالي أو أزرق زهرة أذن الفأر، والمعروفة اليوم في جميع أنحاء العالم باسم "أزرق تيفاني" المرادف لنفاسة التصاميم المخبأة داخل علب "تيفاني" الزرقاء الشهيرة، إلى العام 1845 حين قرر المؤسس "تشارلز لويس تيفاني" استعمال هذا اللون الأزرق الشهير لغلاف كتالوج الطلبات البريدية. وبعد ذلك الإصدار الأول، قررت الشركة الأمريكية استخدام تلك الدرجةالزرقاء المحددة لكل موادها الترويجية، من أكياس التسوق إلى العلب والمنشورات الإعلانية. وقد تم اختيار ذلك اللون على الأرجح نظرًا إلى شعبية حجر الفيروزالذي احتل مكانًا خاصًا في قلوب الناس خلال القرن التاسع عشر. لم يكن "تشارلز لويس تيفاني"مجرد تاجر رؤيوي وشغوف بالأحجار الكريمة النادرة، بل كان أيضًا خبيرًا فيالتسويق. فهم أهمية العرض الآسر،ولذلك عرض في متجره على شارع برودواي عام 1868 عربة فضية تم تكليفه بها كهدية زفاف. حتى قبل تلك الخطوة التي جذبت عددًا هائلًا من المارّة ولاقت نجاحًا ملحوظًا، كانت قد أطلقت عليه الصحافة الأمريكية لقب "ملك الألماس"، تقديرًالحدسه ومهاراتهالريادية. ومن اللحظات الحاسمة الأخرى في مسيرته المهنية، لحظة استحواذه عام 1887 على نحو ثلث جواهر التاج الفرنسي في مزاد أقيم في متحف اللوفر الباريسي. أقدم ساعة عامة في مدينة نيويورك تحمل توقيع "تيفاني". تقع هذه الساعة الأيقونية اليوم في قلب المدينة، وقد تم تقديمها للمرة الأولى عام 1853. يبلغ ارتفاعها 2.7 متر وتعلو مدخل متجر الدار الرئيس على جادة فيفث أفينيو. عام 1886، أطلق خاتم "تيفاني سيتينغ"Tiffany Setting الذي يعتبر تحفة حقيقية في عالم تصميم المجوهرات. وعلى مر السنين، اكتسب لقب "خاتم الخطوبة الأكثر شهرة في العالم". نفّذ الخاتم بحرفية مثالية، لتكون الأطراف الستة المسننة شبه مخفية فتترك الماسة تشع وتتألق وتخطف كل الأضواء. علبة"تيفاني" الزرقاء هي بلا شك علبة المجوهرات الأكثر شهرة في العالم.أصبحت هذه العلب التي يحلم بها عشاق العلامة، كنوزًا عزيزة على قلوبمن يملكونها. يقال أيضًا إنه في نهاية القرن التاسع عشر، كان يدخل شخص كل يومتقريبًا إلى متجر الدار ليطلب شراء العلبةالزرقاء. لكن طلبهم لم يتحقق، فكان على كل علبة زرقاء أن تأتي مع جوهرة من "تيفاني" في داخلها. خطّت الشركة الأمريكية صفحات مهمة من كتاب تاريخ المجوهرات أيضا بسبب اكتشافها أربعة أحجار كريمة لا تزال تحظى بتقدير كبير حتى يومنا هذا: الكونزيتوالمورغانيتوالتنزانيتوالتسافوريت. أرسى شغف "تشارلز لويس" بالأحجار النادرة أٌسس تقليد طويل من الاستكشافات المستمرة والاكتشافات الجديدة. في مناجم كيمبرلي بجنوب إفريقيا في عام 1877، تم استخراج حجر خشن يبلغ وزنه 287.42 قيراطًا. بعد عام واحد، اشترى مؤسس"تيفاني"القطعة مقابل 18 ألف دولار، وتم تقطيعها في باريس تحت إشراف عالم الأحجار الكريمة الخبير"جورج فريدريك كونز"، في قصّةوساديةمن 82 وجهًا بهدف ضمان أقصى تألق. هكذا ولدت ماسة تيفاني الصفراء الأيقونية التي يبلغ وزنها 128.54 قيراطًا.حتى الآن حظيت أربع نساء محظوظات بشرف وضع هذا العمل الفني الحرفي، وهن: "ماري وايتهاوس"، و"أودريهيبورن"، و"ليدي غاغا"، و"بيونسيه". ظهرت مجوهرات "تيفاني"على الشاشة الكبيرة عدة مرات، وليس فقط في الفيلم الكوميدي الرومانسي "الإفطار عند تيفاني" (1961). داخل مساحات متجر "تيفاني" الرئيس في نيويورك، تم تصوير مشاهد فيلمين مهمين آخرين، وهما(1993)Sleepless in Seattleو(2002)Sweet Home Alabama. وبالطبع، هناك الكثير من الأفلام الأخرى أيضاً.
مشاركة :