الكويت 12 سبتمبر 2022 (شينخوا) دعاء خبراء كويتيون إلى الحد من التغيرات المناخية عن طريق تطبيق قوانين حماية البيئة والتعاون مع دول رائدة في مجال مكافحة التغيرات المناخية مثل الصين، في وقت يشهد فيه كوكب الأرض تغييرات مناخية كبيرة، تجسّدت في الآونة الأخيرة على شكل حرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى جفاف قابلته فيضانات وسيول جارفة جراء الأمطار الغزيرة غير المسبوقة. وفي الكويت، تقوم (الهيئة العامة للبيئة) وهي هيئة حكومية كويتية، بإعداد مشروع بيئي استراتيجي لدولة الكويت لمواجهة التغيرات المناخية وما سببته من كوارث طبيعية، وضرورة تبني سياسات وإجراءات لمواجهتها للتقليل من مخاطرها، لا سيما قبيل انعقاد قمة المناخ الدولية (كوب 27) في شهر نوفمبر المقبل في منتجع شرم الشيخ المصرى. وفي هذا الإطار، تشيد عضو مجلس إدارة "الجمعية الكويتية لحماية البيئة" جنان بهزاد بمساهمة الصين في المناخ العالمي، قائلة إن "تعهد الصين بحياد الكربون وخفض الانبعاثات سيسهم في مكافحة تغير المناخ العالمي، وهو ما لن يكون حلاً سهلاً من دون اتخاذ تدابير جذرية وتعاون عالمي في أقصر إطار زمني". وعن التحديات التي يواجهها العالم عموماً والكويت خصوصاً، قالت بهزاد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "تحد عالمي لا يتوقف عند الحدود الوطنية، وهو قضية تتطلب حلولاً تحتاج إلى تنسيق على المستوى الدولي، ونحن بحاجة إلى دول مثل الصين للتعاون مع الكويت، حيث يتطلب الوضع تعاونًا دوليًا لمساعدة الدول النامية على التحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون". ودعت بهزاد "الجهات الحكومية والخاصة للالتزام بتطبيق قوانين حماية البيئة والمتابعة المستمرة لتطبيقها لضمان استدامة تفعيلها وتنفيذها، وخصوصاً تلك المعنية بالحد من آثار التغيرات المناخية المباشرة وغير المباشرة". بينما أشارت إلى أنه من الصعب إيجاد حل يرضي جميع الأطراف في دول العالم لتبني خطط توجيهية لتحقيق التزامات باريس، معتبرة في الوقت نفسه أن "قضية تغير المناخ لا يمكن تفاديها ولا يمكن تأجيلها على أمل عدم حدوثها، خصوصاً أن الأمر الواقع لا يمكن التنبؤ به اطلاقاً"، تحدّثت بهزاد عن "تغير المناخ بشكل واضح في منطقة الخليج، حيث تتطلب كميات الأمطار التي سقطت والمتوقع سقوطها نظرة ثاقبة لحماية المصالح الوطنية والاقتصادية وتجنّب الأضرار الناجمة عن الكوارث البيئية". الناشط البيئي ومستشار وزيرة البلدية الكويتية شبيب سعد العجمي، أوضح لـ((شينخوا)) التي التقته في مزرعته بمنطقة الوفرة (جنوب الكويت)، أنه يسعى لمواجهة التغييرات المناخية من خلال تشجير أماكن كبيرة في صحراء الكويت بنباتات وشجيرات وأشجار فطرية من بيئة الكويت المحلية لا تحتاج إلى ريّها بالماء. ويقول العجمي إن "الحرارة في الكويت في أيامنا هذه، تختلف بشكل كبير عما كانت عليه عندما كنت طفلاً ". العجمي، الذي أقام مشروعاً على حسابه الخاص في مزرعته لتقطير المياه وتحليتها، ويحاول تعميمه على باقي المزارع، يشيد بدوره بدعوة الصين في حضّها الدول المتقدمة على أن تكون مثالا يحتذى به في مجال خفض الانبعاثات وعلى تحقيقها أكبر خفض في العالم من حيث كثافة انبعاثات الكربون، مشيرا إلى أن "المحافظة على البيئة الإيكولوجية أصبح بالفعل مفهوما أُسريا وتوافقا اجتماعيا في الصين. بدوره، يقول عالم الأرصاد الكويتية عيسى رمضان لـ((شينخوا)) إنه "عندما يتعلق الأمر بأكثر الأماكن سخونة في العالم، فإن درجات الحرارة التي تزيد عن 50 درجة مئوية لم تعد نادرة، حيث سجلت الكويت أكثر من 50 درجة مئوية في بعض المناطق"، مشيراً إلى أن "المناخ ودرجة الحرارة وتحرّك الرمال والعواصف الترابية تختلف في الكويت حالياً، حيث بدأت درجات الحرارة الآن في الارتفاع في المنطقة عما كانت عليه قبل الستينيات، إذ ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من ضعفين إلى 3 أضعاف خلال السنوات العشرة الماضية". وتابع رمضان "هناك تغيراً ملحوظاً في وتيرة العواصف الرملية في الكويت والمنطقة بشكل عام، بسبب وجود كميات هائلة من الرمال والغبار الناتجة عن سطح جاف في المنطقة". وأشار إلى أن "هذه التغيرات التي زادت بسبب العواصف الرملية والظواهر الترابية، مردّها إلى عامل الجفاف الذي يضرب المنطقة خلال مواسم الأمطار في السنوات الأخيرة، لأن حركة المنخفضات الجوية التي بدأت تتحرك شمالاً قلّلت الأمطار خلال مواسم الخريف والشتاء والربيع، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى قلّة الغطاء النباتي للنباتات الموسمية التي تنمو في فصل الخريف". الدكتور حسن دشتي، مراقب المناخ في ادارة الأرصاد الجوية بالادارة العامة للطيران المدني، يقول لـ((شينخوا)) "نحن في الكويت أجرينا تجارب عبر برامج الكمبيوتر حول تشجير غرب الكويت، فوجدنا أن الحرارة انخفضت إلى درجتين ونصف الدرجة، اضافة إلى أن عملية التشجير، خفّضت كمية الغبار، لأن التشجير بات مصداً في مواجهة الغبار. وتابع رمضان "الكويت تتجه إلى الكاربون الدائري (صفر كاربون)، وحتى في مشاريع الكويت للوقود الاحفوري، وفي قضية الطاقة البديلة، اذا طبقناها، فسيكون أمامنا سيناريو ايجابي، ولن نصل إلى سيناريو متشائم الذي يرفع درجة الحرارة إلى 4 درجات خلال 100 سنة". ويختم دشتي حديثه بالقول إن سعي الدول إلى الوصول إلى الصفر كربوني من الامور والأهداف المهمة، وهذا ما أعلنت عنه الصين والذي سوف يلعب دوراً مهماً في تشجيع الدول الأخرى والمساهمة في تحقيق أهداف اتفاق باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية وسيترك ذلك الأثر الايجابي على النمو الاقتصادي العالمي وزيادة المساحات الخضراء والبناء الأخضر، وبالتالي المحافظة على صحة وحياة الانسان والاحياء البيئية.
مشاركة :