قال الملك تشارلز للبرلمان البريطاني اليوم الاثنين إنه "عازم بإخلاص على السير على خطى" والدته الملكة إليزابيث، مخاطبا المشرعين فيما وصفه بأنه "وسيلة الحياة والتنفس لديمقراطيتنا". وفي مراسم أقيمت في قاعة وستمنستر، أقدم مبنى في مقر البرلمان، نعى تشارلز والدته في خطابه أمام مجلسي البرلمان وتعهد بالتمسك بمبدأ الحكومة الدستورية. وتابع "بينما كانت في ريعان شبابها، كرست جلالتها الراحلة نفسها لخدمة بلدها وشعبها والحفاظ على مبادئ الحكومة الدستورية الثمينة التي تكمن في قلب أمتنا. وقد أوفت بهذا العهد بإخلاص غير مسبوق... لقد أعطت مثالا على الإيثار في تأدية الواجب الذي، بعون الله ومشورتكم، أعتزم اتباعه بإخلاص". وتوفيت الملكة عن 96 عاما في منزلها باسكتلندا يوم الخميس، لتعلن البلاد فترة حداد وطني يُتوقع خلالها أن ينعيها عشرات الآلاف من البريطانيين. وقال تشارلز "كانت "نمط حياة لكل الأمراء"" مستشهدا بهذه العبارة التي وصف بها وليام شكسبير الملكة إليزابيث الأولى. وتقام المراسم، حيث يخاطب رئيسا مجلسي اللوردات والعموم الملك إما عند توليه العرش أو في ذكرى توليه، في قصر وستمنستر منذ الاحتفال باليوبيل الماسي للملكة فيكتوريا في عام 1897. وجاءت الملكة إليزابيث إلى قاعة وستمنستر للاحتفال باليوبيل الماسي لتوليها العرش. وقال جون ماكفول، رئيس مجلس اللوردات، لتشارلز إن الملكة كانت "زعيمة وخادمة لشعبها". ويسري نظام الملكية الدستورية والديمقراطية البرلمانية في بريطانيا منذ عام 1688، عندما دعا البرلمان فيليم، أمير أورنج، ليحل محل الملك جيمس. وأثنى تشارلز على البرلمان ووصفه بأنه "وسيلة الحياة والتنفس لديمقراطيتنا". وتابع "وأنا أقف أمامكم اليوم، لا يسعني إلا أن أشعر بثقل التاريخ الذي يحيط بنا، الذي يذكرنا بالتقاليد البرلمانية الراسخة إذ يكرس أعضاء كلا المجلسين أنفسهم لمثل هذا الالتزام الشخصي من أجل مصلحتنا جميعا".
مشاركة :