في اليوم التالي للاتفاق على هدنة، لم تصمت المدافع وحدث تبادل لإطلاق النار على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان. وأعربت برلين عن "قلقها البالغ" حيال تجدد القتال فيما قال مسؤول تركي إن أدروغان وبوتين سيبحثان الأمر في سمرقند. حكومة برلين: "نطالب أذربيجان وأرمينيا بالوقف الفوري لكل الأعمال التي من شأنها أن تهدد الأمن بين البلدين، وفي المنطقة أيضا". أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مقتل ما لا يقل عن 105 جنود أرمينيين منذ الثلاثاء في الاشتباكات الحدودية مع أذربيجان. وقال باشينيان للبرلمان الأرميني اليوم الأربعاء (14 سبتمبر/ أيلول 2022): "وفقا للبيانات المحدثة، تأكد حتى الآن مقتل 105 من أفراد القوات المسلحة الأرمينية". وقالت أرمينيا إن أذربيجان تحتل عشرة كيلومترات مربعة من أراضيها بعد الاشتباكات. ومن جهتها، عرضت أذربيجان الأربعاء إعادة جثث 100 جندي أرميني قالت إنهم قتلوا في الاشتباكات الحدودية الأخيرة. وقالت لجنة أسرى الحرب الأذربيجانية في بيان إن "أذربيجان تدعو إلى وقف إطلاق النار وهي مستعدة لتسليم جثث 100 جندي أرميني من جانب واحد إلى أرمينيا". وحذرت أرمينيا الأربعاء أيضا من أن الاشتباكات الدامية مع أذربيجان قد تتصاعد وتتحول إلى حرب، ودعت القوى الكبرى إلى إيلاء اهتمام أكبر للوضع الخطير، الذي قالت إنه قد يؤدي إلى صراع كبير آخر في دول الاتحاد السوفيتي السابق. وتتبادل أرمينيا وأذربيجان ، اللتان تخوضان قتالا منذ عقود للسيطرة على جيب ناغورني كاراباخ باغ، الاتهامات بإشعال فتيل اشتباكات حدودية بدأت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين. وفي مقابلة مع رويترز، قال باروير هوفهانيسيان، نائب وزير الخارجية الأرميني: "هناك خطر واضح". وأضاف "تعلمون مدى هشاشة الوضع في منطقتنا. الوضع كما أشرنا توا في تصاعد مستمر". ودعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى الهدوء بعد اندلاع قتال بالمدفعية والطائرات المسيرة والأسلحة النارية على الحدود بين البلدين. وقال هوفهانيسيان "نحتاج مزيدا من اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث، نستحق المزيد من الاهتمام". برلين قلقة من تجدد المعارك وأعربت الحكومة الألمانية عن "قلقها البالغ" حيال أعمال القتال التي تجددت على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان. وأشار متحدث باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، إلى وقوع هجمات على بنى تحتية مدنية، ومناطق سكنية، وقال: "نطالب أذربيجان وأرمينيا بالوقف الفوري لكل الأعمال التي من شأنها أن تهدد الأمن بين البلدين، وفي المنطقة أيضا". وطالب المتحدث باستئناف الحوار "ولذلك نؤيد أيضا عرض الوساطة المقدم من الاتحاد الأوروبي". غير أن المتحدث رفض الحديث عن الجانب الذي تسبب في التصعيد الأخير، وقال إن سبب ذلك هو عدم وجود مراقبين مستقلين. واندلعت الاشتباكات العنيفة بين الجمهوريتين السوفييتين السابقتين مجددا ليلة أول أمس، في خضم استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا. "أردوغان وبوتين يبحثان الاشتباكات" وصرح مسؤول تركي كبير اليوم بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيبحثان الاشتباكات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، عندما يلتقيان في سمرقند هذا الأسبوع. وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن تركيا "بدأت اتصالات لاحتواء المشكلة بين البلدين. هناك حاجة لإنهائها قبل أن تتفاقم أكثر". ومن المقرر عقد اجتماع بين أردوغان وبوتين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان يوم الجمعة. وروسيا هي القوة الأبرز في منطقة القوقاز ولديها قوات حفظ سلام في منطقة الصراع بين أذربيجان وأرمينيا. وتحظى أذربيجان بدعم تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وأضاف المسؤول أن "تركيا ستواصل الوقوف بجانب أذربيجان بكل طريقة ممكنة". ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :