ليس بالأمر المستغرب أن تنفذ المملكة شرع الله بحق الإرهابيين ال47 الذين حكم عليهم القضاء بالقصاص جراء ما اقترفوه من جرائم دينوا بها، لكن المتابع لردود الفعل يجد أن التحريض والتشكيك لا ينفك من أعداء الدولة الرشيدة، فما إن تمت هذه المحاكمات إلا وبدأ العويل يهدر من الخارج لأسباب طائفية مقيتة، وكذلك لأسباب تحريضية إرهابية. ويبقى المواطن حصناً لا يتزعزع أمام هذه التوافه التي يمارسها أعداؤه، وما إن بدأ الهجوم بعد تنفيذ الأحكام، حتى بدأ معه الدفاع والتوضيح لحقيقة أمر القصاص، ناهيك عن الافتخار بما حكم به القضاء لاستئصال ورم الإرهاب الخبيث. إن المتتبع لردود الفعل يجد أن المواطن يتفهم الأمرين، أمر القرار الحكيم بتنفيذ الحكم الشرعي العادل على أهله، وأمر التحريض والتشويه من الخارج وبعض المرجفين من الداخل، وهذا الفهم الذي يبني عليه المواطن رأيه ما كان إلا لما استقر في ذهنه من انصاف الدولة حتى مع أعدائها وخصومها، وهذا الأمر ليس وليد الساعة بل هو ديدن نشأ عليه كل من ينتسب لهذه الأرض المباركة. تتجدد في كل واقعة تخرصات الحاقدين الذين يسعون - وخاب سعيهم - في زعزعة الأمن في هذا البلد الطاهر، وتتجدد مع هذه التخبطات الواهمة دفاعات المواطن الصالح الذي نشأ على حب الوطن والاستماتة عليه، وهذا أمر ذائع الصيت حتى غدا لا يُعرف غيره، ومن تتبع الأحداث التي حدثت ولعل آخرها سقوط الرافعة في الحرم المكي، وحادثة تدافع الحجاج في منى، وانخفاض سعر النفط، وارتفاع سعر بعض الواردات، والعجز الطفيف في الميزانية، يجد أن الهجوم من نفس الجهات الحاقدة، ثم يجد وعي المواطن وحصافته وحبه لوطنه هو الحصن الحصين أمام هذه الأحقاد والأكاذيب المزعومة.
مشاركة :