نظم نادي تراث الإمارات -مركز زايد للدراسات والبحوث، أمس الأول، ندوة افتراضية بعنوان «البعد التاريخي والحضاري في العلاقات الإماراتية البريطانية»، استضافت ريتشارد ميكبيس السفير البريطاني السابق لدى دولة الإمارات، والمدير الإداري بمركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية في المملكة المتحدة، ونيك كوكران داييت، رئيس الغرفة التجارية البريطانية في أبوظبي، والباحث والكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي. وفي كلمتها، قالت فاطمة المنصوري، مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، إن تنظيم الندوة يأتي ضمن برنامج «محطات تاريخية في حياة الشيخ زايد» الذي أطلقه المركز في عام 2021 لتسليط الضوء على المقتنيات والأوسمة والدروع والشهادات التي حصل عليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من المنظمات الدولية والإنسانية ورؤساء الدول، تكريماً له واعترافاً بجهوده في إرساء مبادئ السلام والتسامح وخدمة الإنسانية جمعاء، وهي المقتنيات التي يضمها معرض الشيخ زايد التابع للنادي.وأضافت: إن المعرض يوثق من خلال أرشيفاته التاريخية زيارات الشيخ زايد إلى المملكة المتحدة، ويضم بين مقتنياته الثمينة «وسام آل نهيان الأكبر» الذي صنع خصيصاً لزيارة الشيخ زايد التاريخية إلى المملكة المتحدة في العام 1969، والتي شكلت مفصلاً مهماً في تاريخ العلاقات بين البلدين. وفي كلمته، لفت ميكبيس إلى علاقات الصداقة القوية التي تجمع المملكة المتحدة بدولة الإمارات، منوهاً بإنجازات الراحلة إليزابيث الثانية خلال مسيرتها الطويلة على عرش المملكة المتحدة. وسلط ميكبيس الضوء على الروابط الشخصية التي تجمع الملكة الراحلة بدولة الإمارات والزيارات المتبادلة والعلاقات المتميزة المتواصلة بين العائلين الحاكمتين في البلدين، معتبراً أن متانة العلاقات بين البلدين والشخصية بين قادة البلدين تبعث على الاطمئنان لمستقبل مشرق على جميع المستويات. من جانبه، ركز الكاتب محمد خلفان الصوافي على ثلاث نقاط، أولاها تاريخ العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، حيث قال إن المسار التاريخي للعلاقات بين البلدين ظل حاكماً لهذه العلاقة طوال الوقت، مؤكداً أن التفاعل البريطاني مع أحداث المنطقة كان إيجابياً ويصب في مصلحة هذه الدول، وما زاد عملية التفاعل الإيجابي لبريطانيا في المنطقة حرص قيادة البلدين على استمرارية الزخم الدبلوماسي. وركز الصوافي على طبيعية العلاقة بين البلدين. وقال إن بريطانيا ودولة الإمارات تشتركان في رؤيتهما العالمية من حيث إن الحوار هو أساس حل الأزمات والخلافات السياسية، ومن حيث إن المداخل الثقافية وتقريب الأفكار عامل مهم في خلق التعايش والسلم المجتمعي. أما النقطة الثالثة، فمستقبل العلاقات بين البلدين، موضحاً أن الثابت في أهمية العلاقة سيكون هو الأساس، خاصة أن الملك تشارلز الثالث الذي استلم مقاليد الحكم لديه اهتمام مشترك مع قادة الإمارات في مجالات التسامح وتقارب الأديان، بالإضافة إلى ما هو مشترك في المجالات الاقتصادية والسياسية. وتناول كوكرين الزيارتين التاريخيتين اللتين أجرتهما الراحلة جلالة الملكة إليزابيث الثانية لدولة الإمارات، أولهما في عام 1979، موضحاً أن جلالتها قدِمت إلى دولة الإمارات برفقة فريق كبير من الصحفيين ما يعكس اهتمامها بالزيارة. وأضاف أن الملكة والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كانا يتشاركان حبهما للخيول العربية الأصيلة وشغفهما بالفروسية، وأن الملكة زارت مدينة العين، حيث حظيت بترحاب شعبي حار، وشهدت سباقاً للهجن واستمتعت به. وانتقل للحديث عن الزيارة الثانية في عام 2010، حيث زارت الملكة جامع الشيخ زايد الكبير، ما يعكس اهتمامها بقضايا التسامح والتعايش وهذه القضايا نفسها التي رسخها الشيخ زايد والقيادة الرشيدة في دولة الإمارات. وتابع أن الملكة الراحلة كانت على اطلاع بكل المستجدات التي تجري على الساحة الدولية، بما في ذلك ما تحققه دولة الإمارات محلياً ودولياً.
مشاركة :