مشهد يتكرر في اقتصاد متأزم .. سحب الودائع في لبنان «تحت تهديد السلاح»

  • 9/15/2022
  • 00:31
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحمت مودعة فرعا لمصرف في بيروت أمس، حيث تمكنت بعد رفعها مسدسا والتهديد بإضرام النيران، من الحصول على جزء من وديعتها، وفق مقاطع فيديو متداولة، في مشهد تكرر أخيرا في لبنان. وتفرض المصارف منذ خريف 2019 قيودا مشددة على سحب الودائع المصرفية، تزايدت شيئا فشيئا، حتى أصبح شبه مستحيل على المودعين التصرف في أموالهم، خصوصا تلك المودعة بالدولار، مع تراجع قيمة الليرة أكثر من 90 في المائة أمام الدولار. وبحسب "الفرنسية"، صنف البنك الدولي أزمة لبنان الاقتصادية من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. وفي بث مباشر على صفحتها على فيسبوك، ظهرت المودعة من داخل فرع بنك لبنان والمهجر "بلوم" في السوديكو وهي تقول "أنا سالي حافظ، جئت اليوم إلى بلوم بنك لآخذ وديعة أختي التي تموت في المستشفى". وتظهر امرأة أخرى في مقطع فيديو وهي تدعي الحصول على 13 ألف دولار من الوديعة، بينما يحمل رجل بقربها كدسة من الدولارات. وتعاني إحدى شقيقات حافظ سرطانا في الرأس، وكتبت في تعليق سابق على حسابها على فيسبوك أرفقته بصورة شقيقتها على سرير المستشفى "يا عمري، أعدك بأنك ستسافرين وتتلقين العلاج.. لو كلفني الأمر حياتي". وبحسب مصور "الفرنسية"، تم سكب مادة البنزين داخل قاعة المصرف أثناء عملية الاقتحام التي نفذتها حافظ وعدد من الأشخاص الذين رافقوها، قبل أن يتمكنوا من الخروج مع المال من نافذة حطمها أحد المحتجين في الخارج قبل حضور القوى الأمنية. وظهرت حافظ "28 عاما" وهي مهندسة ديكور في صور ومقاطع فيديو وهي تقف على مكتب داخل المصرف وترفع مسدسا، قالت لاحقا في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الجديد" المحلية "إنه من البلاستيك ومن ألعاب ابن شقيقتها". وأوضحت في المقابلة أنها حصلت على 12 ألف دولار مع ألف إضافية بالليرة اللبنانية من إجمالي الوديعة البالغة قيمتها 20 ألف دولار. وتابعت "يجب أن تتعالج شقيقتي، تحتاج إلى 50 ألف دولار، بعنا أكثر من نصف أغراض منزلنا". وفي مقطع فيديو آخر تم تداوله عبر الإنترنت، أكدت حافظ أن ما تطالب به هو حقها. وتابعت "في هذه الدولة، لا تحل الأمور إلا بهذا الشكل، هذه الأموال لم نحصل عليها سرقة، بل تعبنا وشقينا". وتصدرت خطوة سالي مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، ووصفها بعضهم بـ"البطلة". وغردت ليلى السيد حسين "شكرا سالي، منذ أسبوعين بكيت داخل بنك لبنان والمهجر، احتجت إلى المال من أجل عملية جراحية، أنا أضعف بكثير من أن أحمل مسدسا لأحصل على حقي". وكتب لوسيان بو رجيلي المخرج والناشط السياسي في تغريدة "من حق سالي حافظ الحصول على وديعتها، من حق شقيقة سالي الحصول على العلاج، من حقنا كشعب الحصول على حقوقنا المكفولة بالقوانين". وأضاف "أصحاب مصارف النصب والمنظومة السياسية والقضائية والأمنية التي تحميهم هم المجرمون الحقيقيون". وتكرر المشهد ذاته الخميس في مدينة عاليه، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا من بيروت. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن أحد المودعين دخل ظهرا فرع مصرف "بنك ماد"، مطالبا "بأخذ وديعته، لكن بعد تدخل الأجهزة الأمنية، تم توقيفه". وليست هذه أول مرة تشهد فيها المصارف اللبنانية حوادث مماثلة. في 11 أغسطس، دخل مودع غاضب مصرفا في منطقة الحمرا في بيروت، حاملا سلاحا واحتجز الموظفين لساعات. وبعد حصوله على 30 ألف دولار من وديعته التي تتجاوز قيمتها 200 ألف دولار، سلم نفسه إلى القوى الأمنية التي احتجزته لأيام قبل أن تطلق سراحه. وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين في الحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم. كما أبلغت جمعية للمودعين "رويترز" بأن مسلحا دخل أحد البنوك في مدينة عاليه اللبنانية لاستعادة مدخراته العالقة، في ظل الأزمة المالية التي يعانيها لبنان.

مشاركة :