تمارس ميليشيات الحوثي الإرهابية تدميراً وتخريباً ممنهجاً لمختلف القطاعات الحيوية في اليمن، ولم تسلم الرياضة ومنشآتها من الانتهاكات، حيث تعاني من جحيم الإرهاب «الحوثي». وبحسب محللين يمنيين، خرجت الملاعب والأندية الرياضية في مناطق سيطرة الحوثيين عن مسارها الطبيعي، وتحولت إلى مخازن أسلحة، ومراكز احتجاز واستجواب وتعذيب للمعتقلين، وساحات تدريب عسكرية للعناصر الإرهابية، وغيرها من الانتهاكات التي تندرج تحت وصف «جرائم حرب» ضد المدنيين. وأكد المحللون لـ«الاتحاد»، أن «الحوثي» يعمل على تحويل المراكز الشبابية والأندية الرياضية إلى أوكار لنشر الأفكار الطائفية المتشددة عبر تنظيم العشرات من الملتقيات والندوات التي تحمل في باطنها جحيم الطائفية. وأوضح إبراهيم الجهمي، الملحق اليمني السابق لشؤون المغتربين في مصر وشمال أفريقيا، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية ارتكبت على مدى السنوات الماضية عشرات الجرائم والانتهاكات ضد الرياضيين والمنشآت الرياضية في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وكان مركز صنعاء الحقوقي نشر تقريراً رصد عدة وقائع اقتحام بقوة السلاح نفذتها الميليشيات ضد العديد من الملاعب والاستادات الرياضية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسجون ومعتقلات سرية لاحتجاز المدنيين، منها ملعب في محافظة البيضاء، والاستاد الرياضي في ذمار، وملعب كرة القدم بأمانة العاصمة. يضاف إلى ذلك، تفجير وتفخيخ بعض الملاعب مثل ملعب نادي الصقر، وملعب الحبيشي في تعز، والمدينة الرياضية وملعب الكبسي في إب، والمدينة الرياضية وملعب العلفي في الحديدة، وملعب معاوية في لحج، وملعب الظرافي وملعب الشهيد العلفي، وبيت الشباب في صنعاء. وقال الجهمي، إن ميليشيات الحوثي تمارس تدميراً وتخريباً ممنهجاً ضد المنشآت الرياضية، وأن الرياضة اليمنية ومنشآتها من أكثر القطاعات تضرراً من الإرهاب الحوثي، فقد خرجت الاستادات عن مسارها الطبيعي، وتحولت إلى مخازن أسلحة، ومراكز احتجاز واستجواب وتعذيب للمعتقلين، وساحات تدريب عسكرية للعناصر الإرهابية، فضلاً عن وقائع كثيرة لاستهداف واعتقال واغتيال الرياضيين. وبحسب الوزير السابق للشباب والرياضة في الحكومة اليمنية، نايف البكري، تضرر 70% من المنشآت الرياضية خلال عمليات إرهابية شنتها الميليشيات، فضلاً عن استيلاء قياداتها على المقرات الرياضية، واتخاذها مساكن خاصة لهم ولأسرهم. كما استولت القيادات على مساحات كبيرة من أراضي الأندية، منها مساحة كبيرة من أرضٍ لنادي الفروسية في «حزيز» جنوب صنعاء. وتسبب القيادي الحوثي البارز في إب، أسامة الحاكم، في إتلاف أرضية ملعب وسط مدينة إب، باستخدام آلات حفر لنصب خيام به، لإقامة حفل زفاف لأحد أبنائه، وتم تحويل 25 نادياً إلى استراحات للقيادات، ومعسكرات لإعداد المقاتلين. وحذر المحلل السياسي اليمني أحمد الربيزي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، من خطورة محاولات ميليشيات الحوثي تحويل المراكز الشبابية والأندية الرياضية إلى أوكار لنشر الأفكار الطائفية عبر تنظيم الملتقيات والندوات. وأشار الربيزي إلى أن الانتهاكات الحوثية ضد المنشآت الرياضية لا تتوقف على التدمير والتخريب فحسب، وإنما تتعمد نهب وسرقة المخصصات المالية الخاصة بالأندية الرياضية، وحجز أموالها وما تملك من استثمارات تجارية وعقارية ومصادرة الأموال المخصصة لدعم ورعاية الشباب لتوفير التمويلات للعمليات العسكرية.
مشاركة :