نعش الملكة إليزابيث الثانية يصل إلى لندن تمهيدا لجنازة وطنية تاريخية

  • 9/14/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن‭ - ‬الوكالات‭: ‬أمام‭ ‬حشود‭ ‬غلب‭ ‬عليها‭ ‬التأثر‭ ‬في‭ ‬اسكتلندا‭ ‬غادر‭ ‬جثمان‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬أمس‭ ‬إدنبره‭ ‬متوجّهًا‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬حيث‭ ‬تقاطر‭ ‬مئات‭ ‬آلاف‭ ‬البريطانيين‭ ‬لرؤية‭ ‬النعش‭ ‬وحضور‭ ‬الجنازة‭ ‬التاريخية‭. ‬ ونُقل‭ ‬الجثمان‭ ‬إلى‭ ‬طائرة‭ ‬تابعة‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬برفقة‭ ‬الأميرة‭ ‬آن‭ ‬وحمله‭ ‬عسكريون‭ ‬يرتدون‭ ‬زيًا‭ ‬احتفاليًا‭. ‬واستقبل‭ ‬النعش‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬أفراد‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬العائلة‭ ‬الملكية‭ ‬بينهم‭ ‬الملك‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬زيارته‭ ‬الأولى‭ ‬كملك‭ ‬لإيرلندا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وهي‭ ‬محطة‭ ‬حساسة‭. ‬ وكانت‭ ‬الملكة‭ ‬قد‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬المصالحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬أحداثا‭ ‬دامية‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬سلام‭ ‬هش‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬من‭ ‬الكاثوليك،‭ ‬والوحدويين‭ ‬ومعظمهم‭ ‬من‭ ‬البروتستانت،‭ ‬تأجج‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬البريكست‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬زخما‭ ‬لفكرة‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وإعادة‭ ‬التوحيد‭ ‬مع‭ ‬جمهورية‭ ‬إيرلندا‭. ‬ وما‭ ‬إن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬هيلزبورو،‭ ‬ذهب‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‭ ‬وزوجته‭ ‬كاميلا‭ ‬للقاء‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬احتشدوا‭ ‬وراء‭ ‬حواجز‭ ‬حديد‭ ‬وصافحا‭ ‬كثيرين‭ ‬وتبادلا‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬معهم‭. ‬وهذه‭ ‬المشاهد‭ ‬كان‭ ‬يصعب‭ ‬تصورها‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬أحداث‮»‬‭ ‬إيرلندا‭ ‬الشمالية‭. ‬ وتعاني‭ ‬إيرلندا‭ ‬الشمالية‭ ‬من‭ ‬الشلل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تغييرات‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬فوز‭ ‬حزب‭ ‬شين‭ ‬فين‭ ‬الجمهوري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بسلطة‭ ‬الملكية،‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬الأخيرة‭. ‬وتشكل‭ ‬إيرلندا‭ ‬الشمالية‭ ‬المحطة‭ ‬الأكثر‭ ‬حساسية‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬التي‭ ‬باشرها‭ ‬الملك‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬تتألف‭ ‬منها‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬فزار‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬ادنبره‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬إلى‭ ‬كارديف‭ ‬في‭ ‬ويلز‭. ‬ وقالت‭ ‬المتقاعدة‭ ‬آن‭ ‬سادلو‭ ‬التي‭ ‬استيقظت‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬صباحا‭ ‬أملا‭ ‬برؤية‭ ‬الملك‭: ‬‮«‬من‭ ‬المطمئن‭ ‬رؤية‭ ‬كل‭ ‬الطوائف‭ ‬ترص‭ ‬الصفوف‭ ‬وراء‭ ‬الملك‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬مرحبة‭ ‬بهذه‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬الاقليم‭ ‬الذي‭ ‬لفه‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البلاد‭ ‬برمتها‭ ‬الحزن‭ ‬لوفاة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬96‭ ‬عاما‭. ‬ وفي‭ ‬ادنبره‭ ‬انتظر‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬البريطانيين‭ ‬ساعات‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬وعند‭ ‬ساعات‭ ‬الصباح‭ ‬الأولى‭ ‬لإلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬الوداع‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬نعش‭ ‬الملكة‭ ‬المسجى‭ ‬في‭ ‬كاتدرائية‭ ‬سانت‭ ‬جايلز‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الاسكتلندية‭. ‬ وسجي‭ ‬النعش‭ ‬على‭ ‬منصّة‭ ‬وقد‭ ‬لف‭ ‬بالراية‭ ‬الملكية‭ ‬الاسكتلندية‭ ‬وإكليل‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬البيضاء‭ ‬وتاج‭ ‬اسكتلندا‭ ‬المصنوع‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬الخالص‭. ‬وتمكن‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬أمامه‭ ‬طوال‭ ‬الليل،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬يحرسه‭ ‬أربعة‭ ‬رماة‭ ‬ملكيون‭. ‬ وقدِم‭ ‬الملك‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‭ ‬مع‭ ‬إخوته‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأمير‭ ‬أندرو‭ ‬وإدوارد‭ ‬والأميرة‭ ‬آن‭ ‬في‭ ‬المساء‭ ‬مع‭ ‬قرينة‭ ‬الملك‭ ‬كاميلا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬جنائزية‭. ‬ وظلّ‭ ‬جثمان‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬العامّة‭ ‬حتى‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين؛‭ ‬فقد‭ ‬بقي‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬بالمورال‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬اسكتلندا‭ ‬حيث‭ ‬توفيت‭ ‬الملكة‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬عن‭ ‬96‭ ‬عاماً،‭ ‬ثم‭ ‬نقل‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬هوليرودهاوس‭ ‬في‭ ‬ادنبره‭. ‬ وكانت‭ ‬الملكة‭ ‬تتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬واسعة‭ ‬وتظهر‭ ‬ثباتا‭ ‬في‭ ‬العواصف‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬مثل‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬وتوحي‭ ‬بالطمأنينة‭ ‬لملايين‭ ‬البريطانيين‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬عهدها‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬على‭ ‬70‭ ‬عاما‭. ‬ وتقام‭ ‬الجنازة‭ ‬الوطنية‭ ‬للملكة‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬في‭ ‬كاتدرائية‭ ‬ويستمنستر‭ ‬بحضور‭ ‬نحو‭ ‬500‭ ‬مسؤول‭ ‬أجنبي‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الملوك‭ ‬وأفراد‭ ‬العائلات‭ ‬الملكية‭.‬

مشاركة :