تأجيل الاحتفال بمئوية فنان مصري لصعوبة تحديد تاريخ ميلاده

  • 9/15/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بينما كان جمهور مهرجان الإسكندرية السينمائي يتطلع لمتابعة الاحتفال بمئوية الفنان المصري الراحل منير مراد، صاحب المواهب المتعددة في الإخراج والتمثيل والتلحين والغناء، الشهر المقبل، فوجئوا بتأجيل الاحتفالية لصعوبة تحديد تاريخ ميلاد متفق عليه لمنير مراد، بحسب إدارة المهرجان التي قالت في بيان لها الثلاثاء: «لا توجد بيانات خاصة بمراد في نقابة المهن الموسيقية، أو في جمعية المؤلفين والملحنين». الناقد أشرف غريب الذي أسندت إليه إدارة المهرجان مهمة تأليف كتاب مئوية منير مراد، هو الذي بادر بطلب تأجيل الاحتفالية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «طلبت التأجيل وليس الإلغاء، فأنا أعمل في هذا المجال منذ 35 عاماً، وعملي كله قائم على التدقيق، فلا أكتب معلومة واحدة دون أن أكون قادراً على الدفاع عنها، ولدي ما يدعمها من مستندات، ودلائل، من هنا لا أكتب إلا ما أراه منضبطاً ومتفقاً عليها، وله ما يستند إليه من حقائق، وحينما بحثت في تاريخ ميلاد الفنان منير مراد وجدت أن هناك مَن يقول إنه مولود سنة 1920 من القرن الماضي، وهناك من يزيد على ذلك عامين، وآخرون يذكرون أنه ولد عام 24 وهكذا، وفي هذه الحالة كان يجب أن أتوقف لأعرف الحقيقة؛ خصوصاً أن منير مراد نفسه في أحاديثه لم يكن واثقاً من تاريخ ميلاده، وقد حاولت التواصل مع حفيده موريس زكي منير مراد، في أميركا، عن طريق صفحة أحبائه على (فيسبوك)، واكتشفت أنه هو نفسه لا يعرف تاريخ ميلاد جده، وقد أخبرني أنه سوف يبذل جهده ليتأكد من ذلك». وذكر أنه «يمكنه أن يصدر كتاب منير مراد في أي وقت، ويكتب في مقدمته ما وجده في تاريخ ميلاده من معلومات ملتبسة، لكنه لا يمكن أن يصدر هذا الكتاب مصاحباً للاحتفال بمئوية مراد، فليس من المعقول أن نحتفل بمئوية لسنا على ثقة من تاريخها الحقيقي، ومن هنا كان الاتفاق مع إدارة المهرجان على إرجاء الاحتفال وليس على إلغائه، فأنا الذي قمت بالاتفاق معهم على تكريم منير مراد وليس من المنطقي أن أتراجع عن ذلك، خصوصاً أننا أمام فنان مهم له دور بارز في السينما المصرية، وهذا هو بالضبط ما كنت سوف أركز عليه في الكتاب». موريس زكي مراد، الشهير باسم منير مراد، من مواليد القاهرة، ووالده هو الملحن زكي مراد، وقد عمل مساعد مخرج في 150 فيلماً، أما عن بدايته الموسيقية فقد كانت من خلال موسيقى الجاز التي كانت رائجة وقتها في الغرب، ولكنه واجه صعوبات في إقناع المنتجين بها، وقد كانت بدايته الحقيقية بأغنية «واحد.. اتنين» للمطربة شادية، بعدها توالت ألحانه التي وصلت إلى 3000 لحن، قدّم الكثير منها في أفلام سينمائية كان أبرزها لشادية وعبد الحليم حافظ، والموسيقى الراقصة والاستعراضية التي وضعها للفنانات تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف. ولم يقدم منير مراد بطولة أعمال سينمائية كثيرة، فليس له سوى فيلمين هما (أنا وحبيبي) 1953 أمام «شادية»، و(نهارك سعيد) 1955، فضلاً عن دور صغير في فيلم (موعد مع إبليس) أمام زكي رستم ومحمود المليجي، واستعراض في فيلم «بنت الحتة» الذي أخرجه حسن الصيفي عام 1964. من جهته قال الناقد السينمائي الأمير أباظة، رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يفرض أحد عليهم فكرة الاحتفال بالمئوية، وإنهم هم الذين اتخذوا قرار إقامتها، وقد كلف بنفسه الكاتب أشرف غريب بعمل الكتاب الذي كان من المقرر توزيعه خلالها، لكنهم فوجئوا بما اكتشفه غريب وهو يبحث عن معلومات تخص حياة مراد، ولأنه يتحرى الحقيقة ويتحلى بالأمانة عاد وأخبرني أن سنة 1922، لا تتوافق مع تاريخ مولد منير مراد، وبالتالي قررنا تأجيل المئوية». وأشار أباظة إلى أنه لا بد من وجود مناسبة حتى يقوم المهرجان بتكريم أحد الفنانين الراحلين، سواء بمرور مائة أو خمسين عاماً، وإذا صادف وحدثت وفاة قبيل انعقاد أي دورة لا نتأخر أبداً عن الاحتفاء باسمه وتاريخه ودوره، وهذه قواعد نلتزم بها، ونعمل عليها، قد تجعل البعض غاضبين منا، لكنها مقنعة ونراها منطقية، فليس هناك مبرر لإقامة الاحتفالات من دون مناسبة، ولا توجد أسرار وراء إلغاء الاحتفالية، والحقيقة أننا لم نتأكد من تاريخ ميلاد منير مراد ونسعى لتوثيقه.

مشاركة :