رسمت ثلاثة أيام من النقاشات والأطروحات في الرياض مستقبل التحلية في العالم، وذلك في المؤتمر الذي اختتم فعاليته أمس بتنظيم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.واشتمل المؤتمر على عددٍ من الجلسات وورش العمل والطاولات المستديرة، شارك فيها نخبة من الخبراء وأصحاب القرار وراسمي السياسات على المستوى الدولي، قدموا خلالها رؤاهم وتجاربهم وخبراتهم في مجالات الابتكار واستعمال التقنيات الحديثة والمستحدثة في مجالات تحلية المياه. وانطلقت المناسبة في يومها الأول بفيلم تعريفي عن المؤتمر، وكلمة للسيد جيرد ليونارد، المصنف ضمن أفضل 10 متحدثين رئيسيين على مستوى العالم في الحوسبة المعرفية والفرص والتحديات التي تواجه الإنسان.عَقِب ذلك، قَدّم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم كلمته الترحيبية بالمشاركين، وتناول خلالها أبرز الفرص المتاحة كانخفاض تكلفة إنتاج المتر المكعب إلى 0.30 سنتًا للمكعب الواحد، خصوصًا في ظل توصل المملكة إلى تكاليف لا تتجاوز الـ 0.40 سنتا للمتر المكعب، والإمكانية الحالية لإنتاج المتر المكعب لأغراض الزراعة بما يصل لـ 0.15 سنتًا، كما استعرض معاليه أبرز أعمال المؤسسة وطموحاتها.أعقبه مدير إدارة مشاريع الكفاءات المحلية بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس طارق الغفاري، متحدثًا عن المياه في الفضاء كأحد الطموحات المستقبلية، والتي يتخذها المؤتمر شعارًا لانعقاده.ثم جاء دور الكلمة الرئيسية في المؤتمر عن مستقبل صناعة التحلية، والتي قدمها المؤسس المشارك للرابطة الدولية للموارد المائية والمجلس العالمي للمياه الأستاذ الدكتور أسيت بيسواس.كما شهد اليوم الأول للمؤتمر، توقيع عدد من اتفاقيات التفاهم بين المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وبعض جهات الخبرة والابتكار.وفي اليوم الثاني والثالث؛ تواصلت جلسات المؤتمر التي تمحورت في مجمل الطروحات التي قدمها المشاركون حول عدد من اهتمامات المستقبل لا سيما في الجانب المائي، مشيرين إلى أن التكنولوجيا الحديثة والمتسارعة التطور فتحت نوافذ عديدة تُمكّن من تغيير ملامح المستقبل والانتقال بها إلى المزيد من النجاحات الإنسانية، حيث تشكل في أحد الجوانب مفتاحًا للتقدم إلى الأمام في جميع الأنشطة الإنسانية، إضافةً إلى إمكانية تسخيرها للوصول إلى حلول لمشكلات تتعلق بالبيئة وسلامة الأرض كخفض الانبعاثات الكربونية باستخدام أحدث التقنيات.كما أشار المتحدثون إلى ضرورة النظر إلى المستقبل بعين الطموح والابتكار للعمل على التحكم فيه ومواجهة أبرز الملفات في المجال.وشكلت فعاليات المؤتمر خارطة طريق لتطوير صناعة تحلية المياه بأساليب غير تقليدية حتى عام 2030؛ وذلك من خلال بحث الفرص لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 50%، وتنمية الإيرادات في الصناعة، والتحكم في سعر تحلية المياه ليصبح السعر القياسي العالمي (0.32) دولار للمتر المكعب. كما بحث المؤتمر دعم مكامن الابتكار في مجال التحلية باستهدافه تشكيل تحالف يضم أفضل المبتكرين من أنحاء العالم، مع الالتزام بتسريع وتيرة الانتقال للأفكار من الابتكار في المختبر إلى التطبيق التجاري على أرض الواقع.يُذكر أن المؤتمر تضمن في يومه الأول تدشين المعرض المصاحب بمشاركة عدد من الجهات ذات العلاقة، وتضمن المعرض عروضًا ثلاثية الأبعاد عن التحلية في الفضاء، والتحلية تحت المياه، والتحلية في المناطق الثلجية، إضافة إلى محطات محاكاة افتراضية تعمل بدون أي تدخل بشري.أخبار متعلقةالقيادة تهنئ رئيس جمهورية كوستاريكا بذكرى استقلال بلاده
مشاركة :