واشنطن تفصل بين معاقبة طالبان ومساعدة الأفغان

  • 9/15/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أعلنت واشنطن الأربعاء أنها أنشأت صندوقا في سويسرا لإدارة أصول بقيمة 3.5 مليار دولار للبنك المركزي الأفغاني مجمدة في الولايات المتحدة منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان. وسيقوم الصندوق الأفغاني الجديد ومقره جنيف بمهام بنك مركزي، مثل سداد متأخرات الديون الأفغانية أو سداد واردات الكهرباء ويمكن تكليفه بمهام أخرى في المستقبل مثل طباعة أوراق نقدية كما قال عدد من كبار المسؤولين الأميركيين. وجاء القرار بعد فشل المفاوضات بين طالبان والإدارة الأميركية للإفراج عن سبعة مليارات دولار مجمدة منذ 13 شهرًا في الولايات المتحدة. وفي رسالة إلى البنك المركزي الأفغاني أعرب مساعد وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو عن أسفه لأن المؤسسة الأفغانية لم تثبت استقلاليتها عن طالبان ولم تحترم تعهدها بتمويل مكافحة الإرهاب قبل وصولها إلى السلطة ولم تعين مراقبا خارجيا موثوقا به. وقال أدييمو "لا توجد حاليًا مؤسسة في أفغانستان يمكنها ضمان أن هذه الأموال ستستخدم فقط لصالح الشعب الأفغاني ولا حتى البنك المركزي الأفغاني". وأضاف في الرسالة "إلى أن يتم تحقيق هذه الشروط، فإن إرسال أصول إلى البنك المركزي الأفغاني سيعرضها لخطر غير مقبول ويهدد فرصها في إفادة الشعب الأفغاني". وسيتم إنشاء الصندوق الأفغاني الجديد في جنيف بمجلس إدارة يتألف من أربعة أعضاء: اقتصاديان أفغانيان مستقلان عن طالبان تعينهما الولايات المتحدة، وممثل عن الحكومة الأميركية وآخر عن الحكومة السويسرية. وسيمول الصندوق الذي سيكون له حساب لدى بنك التسويات الدولية الذي يعتبر بمثابة البنك المركزي للبنوك المركزية وصول البنوك الأفغانية إلى نظام الدفع الدولي SWIFT. وتؤكد الولايات المتحدة أن القسم الأكبر من الاحتياطي يجب الحفاظ عليه "وأن يدار بطريقة مسؤولة" إلى أن يتغير الوضع، بحسب ما قال مسؤول كبير. وجمدت الولايات المتحدة سبعة مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني كانت مودعة في نيويورك عندما انهارت الحكومة في كابول فجأة في أغسطس 2021 عند انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وفي فبراير عبر الرئيس جو بايدن عن رغبته في أن يخصص نصف مبلغ المليارات السبعة للتعويض لعائلات ضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وكانت حركة طالبان احتجت بشدة على تجميد الأصول لكنها فتحت مفاوضات مع واشنطن بعد الزلزال الذي أوقع أكثر من ألف قتيل في يونيو في شرق البلاد. وفي أغسطس قتلت الولايات المتحدة في غارة بطائرة بدون طيار في كابول زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي كان ملاحقا منذ سنوات من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن آنذاك أن طالبان لم تف بوعدها بقطع كل علاقاتها بالإرهاب. وقالت المسؤولة الثانية في الخارجية الأميركية ويندي شيرمان إن الصندوق الجديد ليس مخصصا للمساعدات الإنسانية. وأوضحت في بيان أن الولايات المتحدة ساهمت بمبلغ 814 مليون دولار كمساعدة إنسانية دولية منذ تغير السلطة في أفغانستان ووزعت عبر الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية متجاوزة طالبان. وأضافت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أن الصندوق الأفغاني سيساعد في "تخفيف المعاناة واستقرار الوضع الاقتصادي للشعب الأفغاني مع مواصلة محاسبة طالبان". وبحسب دراسة أجراها البنك الدولي في نهاية السنة الماضية فإن 70 في المئة من الأسر الأفغانية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية مقابل 35 في المئة قبل فترة وجيزة من عودة طالبان إلى السلطة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة لإجراء "مناقشات براغماتية" مع طالبان بما يشمل موضوع البنك المركزي. والى جانب الأموال التي جمدتها الولايات المتحدة، ما زال مليارا دولار من الأصول الأفغانية مجمدين في بريطانيا وألمانيا والإمارات. وقال مسؤول أميركي آخر إن هذه الدول يمكن أن تساهم في احتياطي الصندوق الأفغاني الجديد.

مشاركة :