الإمارات تُعزّز أمنها المائي ببحوثِ استمطارٍ استباقية

  • 9/16/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تُمثّل المياه الشريان الرئيسي للحياة، لكنّ دراسات عِدّة تُحذّر من أن حروب المستقبل، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ستكون على مصادر المياه، حيث تؤكد الإحصائيات أن نصيب الفرد من المياه العذبة انخفض بنسبة 90 في المئة، خلال السنوات العشرين الماضية. ومع تفاقم حِدّة الجفاف حول العالم، وانخفاض مناسيب الأنهار والبحيرات بسبب ندرة الأمطار، بَرَزَتْ أهميةُ الاستمطار كَحَلّ بديل لإنقاذ ملايين البشر، حيث تُرَجّح تقارير أممية أن يواجه نحو نصف سكان العالم شُحًّا كبيرًا في المياه، بحلول عام 2030. وانطلاقاً من حرصها على تعزيز أمنها المائي، فقد أوْلَت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الملف الحيوي أهمية كبرى، وتعاملت معه كأحد أبرز مكونات أمنها القومي، واستعدّت لمواجهة هذه الأزمة المتصاعدة بجهود استباقية على مسارات عِدّة، من أهمها بناء نحو 115 سداً وحاجزاً، بسعة تخزينية ضخمة تُقدَّر بـ117 مليون متر مكعب، مع تطوير مشروعات تحلية مياه البحر. بالتزامن مع ذلك، واصلت الدولة جهودها لتعزيز عمليات الاستمطار، التي بدأتها عام 1990، وطوّرتها نهاية التسعينيات، ليأتي عام 2015، الذي شهد إطلاق سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، «برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار». وفي نقلةٍ يُتوقَّع أن ترسم مستقبل الاستمطار محليّاً وعالميّاً، برزت أخيراً ثلاثة بحوث واعدة، تُشكّل فتوحات علمية مهمة للدولة والعالم، حيث نجحت البروفيسورة «ليندا زو» في تصميم مواد جديدة لتلقيح السُّحب، تمتص كمّيات بخار ماء أضخم من الملح النقي، ما يزيد من احتمالية هطول الأمطار. أما مشروع البروفيسور «فولكر وولفمير»، فيهدف إلى تحسين الاستمطار باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد وتعديل الغطاء الأرضي، فيما يقوم بحث الدكتور «برادلي بيكر» على الاستمطار بالكهرباء، ويتضمن محاكاة عددية متطورة للسُّحب الركامية، وإجراء قياساتها باستخدام طائرة بحثية. وفي حين أدّت عمليات الاستمطار إلى زيادة هطول الأمطار بنسبة 20 في المئة، فإن معظم الإحصائيات المناخية تشير إلى جفاف مناخ دولة الإمارات، مع نسبة هطولِ أمطار تَقلّ عن 100 ملم في السنة، فضلاً عن نسبة تبخّر سطحي عالية، ونسبة تغذية جوفية تَقلّ بشكل كبير عن نسب استهلاك المياه في الدولة، كما أن النمو السكاني والاقتصادي المُطّرد يُشكّل مزيداً من الضغط. كل هذا وذاك يدفعنا جميعاً لأن نشارك بإيجابية في ترشيد استهلاك المياه، استجابةً للنداءات المتكررة من الحكومة الرشيدة، التي لطالما حذّرت من مشكلة كبيرة في نمط الاستهلاك، حيث يزيد ما يستهلكه الفرد من المياه على أي فرد في العالم، باستثناء الولايات المتحدة وكندا. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :