عمان - "الآثار والأنقاض" هو عنوان المعرض الجديد للفنانة التشكيلية العراقية هناء مال الله، الذي يقام في الفترة الممتدة بين الرابع عشر من سبتمبر الجاري والخامس من أكتوبر المقبل في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بعمان. ويشتمل المعرض الذي ينظمه المتحف بالمشاركة مع "أرتزوتيك أونلاين غاليري" على نحو خمسين عملا فنيا، وتتنوع هذه الأعمال بين الرسومات والفيديو آرت والتركيب، واستخدمت فيه الفنانة مواد خام، ومنها الألياف الزجاجية على السيراميك المزجج، وحبر أحمر على الورق، وألوان الزيت على قماش، وتقنية "تريب تيك" الثلاثي على الورق، وقلم الرصاص والأكريليك على ورق، والطباعة الرقمية على ورق قطني. المعرض يقوم على ثيمة الاختلاف بين بقايا الحضارات والأنقاض التي خلفتها الحروب وأعمال العنف في العراق خلال العقود الأخيرة ويقوم معرض "الآثار والأنقاض" على ثيمة الاختلاف بين بقايا الحضارات -وبالتحديد خرائب وادي الرافدين- من جهة والأنقاض التي خلفتها الحروب وأعمال العنف في العراق خلال العقود الأخيرة من جهة أخرى. وتعكس التشكيلية هناء مال الله، من خلال تجربتها في العراق التي تمتد على مدى أربعين عاما ومعايشتها بشكل مباشر للقى آثار وادي الرافدين وأنقاض دورة الحروب والعنف في العراق، أرشفة زمنية لها خطاب مستقبلي، وذلك عبر الوقوف على التباين بين الطاقة السلبية والمميتة الكامنة في الأنقاض والتي فيها محو للهوية من جهة، والثقافة والطاقة الايجابية الكامنة في لقى الآثار من جهة أخرى. وتركز التشكيلية مال الله في هذا المعرض على معالجة ثيمة خرائب وادي الرافدين وأنقاض العنف في العراق كجماليات لحياة حاضرة، كما تركز بشكل خاص على القوة الإيجابية الكامنة لخرائب حضارات وادي الرافدين القديمة. ويطرح معرض "آثار وأنقاض" سؤالا مفاده: هل يمكن للأنقاض الأثرية أن تمنحنا فرصة التعمق في الماضي لاستقراء مستقبلنا؟ وتتخيل الفنانة مال الله، وهي تتأمل في تجربتها الخاصة في العراق، احتضان المنطقة للآثار والأنقاض التي ما هي إلا بقايا للمواقع الأثرية التي تهيئ نفسها لتسافر في رحلة عبر الزمن. وهي دليل مادي على مجتمع مضى على وجوده وقت طويل، ولكنه لا يزال يحمل روابط عميقة مع حاضرنا ومستقبلنا. ومن ناحية أخرى تشير الأنقاض -من وجهة نظر الفنانة- إلى فقدان الثقافة والهوية الذي نتج عن الآثار المميتة للحرب والفوضى والدمار، لذلك لا تنظر مال الله إلى أنقاض بلدها على أنها حطام، بل تراها مواقع حية تمتلئ بالأمل، ودليلاً على الماضي الذي لا يزال متجسداً في الحاضر وهو ما يمثل تناقضا صارخا مع الطاقات المميتة للتفكك من تحت الأنقاض.
مشاركة :