رحيل فؤاد بطرس السياسي اللبناني المخضرم

  • 1/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عن عمر يناهز 95 عامًا، غيب الموت أمس، السياسي اللبناني والوزير السابق فؤاد بطرس، الذي تولى مهام وزارية عدة، في عهود رؤساء الجمهورية اللبنانيين الراحلين، فؤاد شهاب، شارل حلو، وإلياس سركيس، كان أبرزها توليه منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس إلياس سركيس، في عز الحرب الأهلية، وفي فترة حرجة من تاريخ لبنان. ولد عام 1917، عمل في المحاماة والقضاء قبل أن ينتقل إلى السياسة، ولقي إعجابًا كبيرًا من الرئيس فؤاد شهاب وهو شاب صغير يومها، وبدأ من عهده بتولي مناصب وزارية، ولمع كوزير للخارجية في عهد الرئيس إلياس سركيس، وبإنجازه في مجلس الأمن، حيث تمت إدانة إسرائيل بإجماع كافة أصوات الأعضاء، ومعروف أنه مهندس القرار الأممي الشهير 425. حتى بعد أن توقف فؤاد بطرس عن تولي مراكز رسمية، بقي مرجعًا دبلوماسيا وقانونيًا أثناء إقامته، في باريس خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد عودته إلى لبنان. وظل الرجل نشيطًا، وأشهر إنجازاته، هو قانون للانتخابات النيابية، اقترحه منذ سنوات قليلة، عرف باسم «قانون فؤاد بطرس»، ويقوم على نظام مختلط يجمع بين النظام الأكثري والنظام النسبي، وكانت له حماسة شعبية، ومع ذلك لم يقر، وبقي في الأدراج، ولا يزال من بين القوانين التي يرجو كثيرون أن تلقى طريقها إلى التطبيق. عام 2009 نشر مذكراته التي صدرت عن «دار النهار»، ووجدت ردود فعل متباينة، نظرًا لحساسية المرحلة التي تتحدث عنها. وقال الرئيس سعد الحريري فيه بعد إعلان نبأ وفاته إنه بغياب الوزير السابق فؤاد بطرس «تطوى صفحة مجيدة من تاريخ لبنان السياسي والدبلوماسي وهو عنوان من عناوين الحكمة والحنكة والمبادرة وحسن التدبير». كما اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي، في بيان، أنه «برحيل فؤاد بطرس يخسر لبنان شخصية سياسية أصيلة ودبلوماسيا عريقا على مدى سنوات كثيرة، منذ أيام الرئيس الراحل فؤاد شهاب. كانت له الكثير من الجولات الدبلوماسية والمواقف السياسية المميزة في مرحلة الحرب اللبنانية، فاستحق عن جدارة لقب رجل الدولة. ولعل من أبرز ما يسجل له خلال عمله الدبلوماسي هو إدانته الواضحة لممارسات العدو الإسرائيلي». وختم ميقاتي: «تختصر حقبة فؤاد بطرس بكلمات قليلة، فهو محاور ومفاوض من الطراز الوطني الرفيع، وصاحب ذكاء وثقافة وجرأة جعلت منه رقما صعبا في المعادلة السياسية اللبنانية على مدى أعوام».

مشاركة :