محمد اسماعيل - القاهرة - كتب - مصطفى عيد:شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عبر تقنية الفيديو كونفرانس فى الاجتماع التنسيقي الأول لمنتدى الدول المصدرة للغاز للتحضير لقمة المناخ العالمية COP27 التى تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ شهر نوفمبر المقبل، بحسب بيان من الوزارة اليوم الجمعة. وأكد الوزير على أن قطاعات الطاقة حول العالم واجهت تحديات كبيرة خلال السنوات الأخيرة مع تسبب جائحة كورونا فى تذبذبات كبيرة في أسواق الطاقة ، مشيراً إلى أن التحديات الجيوسياسية الغير المسبوقة فى أمن الطاقة تتسبب في اضطرابات كبيرة فى إمدادات الطاقة العالمية. وأضاف الملا أن هذه الأحداث العالمية عززت أهمية ودور الغاز الطبيعي فى مزيج الطاقة العالمي على المدى المتوسط والطويل وأصبح تأمين إمدادات الغاز مصدر قلق للعديد من الدول خاصة وأن العالم سيستمر فى استهلاك الطاقة لتدعيم جهود التنمية والاستدامة، مؤكداً على الهدف المشترك للدول المصدرة للغاز المتمثل فى تأمين مصادر الغاز بطرق آمنة وبوسائل تحافظ على البيئة وبأقل تأثير ممكن على المناخ من خلال تكنولوجيات التقاط وتخزين الكربون والاستفادة منه وتقليل انبعاثات الميثان. وأشار الوزير أنه فى ضوء التحديات الحالية فى أمن الطاقة وخاصة الاستدامة وتوفيرها بأسعار مناسبة ، يظل دور الغاز الطبيعى هام وحيوى فى الانتقال الطاقي باعتباره أنظف وقود أحفوري ومصدر أساسي لطاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار مناسبة للعالم ، مؤكداً أن مصر تنفذ فى هذا الصدد استراتيجية يتم الاعتماد على الغاز فيها كمصدر رئيسى وبالفعل أصبح الغاز الطبيعي الوقود السائد فى العديد من الصناعات والقطاعات فى مصر. وقال إن مصر نجحت فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي فى عام 2018 والعودة لتصدير الغاز المسال مما نتج عنه اتخاذ خطوات كبيرة فى التوسع فى استخدامات الغاز بالسوق المحلى حيث وصل عدد المنازل التى تم توصيل الغاز إليها إلى أكثر من 13 مليون وحدة سكنية ووصل عدد السيارات التي تم تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط إلى 500 ألف سيارة. وأضاف الملا أن هذه التحديات أكدت على أهمية التعاون الإقليمي لتكوين توافقات جديدة وتطوير حلول وشراكات جديدة والتى أصبحت هامة جداً للتغلب على هذه التحديات ، مشيداً بجهود منتدى الدول المصدرة للغاز المستمرة للترويج لتبادل الخبرات والرؤى والمعلومات والتنسيق بين الدول الأعضاء، وسلط الضوء على نجاح مصر من خلال التكامل مع الدول المجاورة فى تعزيز دورها كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول واستمرارها فى لعب دور هام كشريك تجاري كبير لتوريد الغاز للأسواق الأوروبية. ولفت الوزير إلى أن مصر خلال أقل من شهرين ستستضيف القمة العالمية للمناخ COP27 بالنيابة عن القارة الأفريقية وستعبر عن أصوات الدول الأفريقية بالإضافة إلى تسليط الضوء على حقوقهم وطموحاتهم لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة وشاملة ورخاء للجميع ، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الدول الأفريقية غير مسئولة عن أزمة التغيرات المناخية ، إلا أنها تواجه أكثر تأثيراتها السلبية، ولكنه أكد أن القارة السمراء تعد نموذجاً للخطوات الجادة فى قضية المناخ فى حدود إمكاناتها والدعم الذي تتلقاه. وأكد أن الدول الأفريقية تتمتع بثروات طبيعية كبيرة وإمكانات هائلة فى مجال الطاقة المتجددة إلا أنها متأخرة فى التنمية الاقتصادية وأن دور الغاز والبترول يظل حيوي فى أفريقيا خاصة أن الطاقة المتجددة وحدها لن تكون كافية لتلبية احتياجات القارة المتزايدة على الطاقة. مشيراً إلى أن أهم التحديات التي تواجه الدول الأفريقية هي عدم توفر التمويل والتكنولوجيات الحديثة الصديقة للبيئة فى طريقها لتلبية طموحات التنمية والدعم فى التحول الطاقي نحو خفض الكربون. وأكد الملا أن قمة المناخ تأتى في توقيت هام لمنتدى الدول المصدرة للغاز باعتباره تحالف دولى رائد لـ 19 دولة منتجة يمثل نسبة 70% من احتياطات الغاز المثبتة ولصناعة الغاز بشكل عام لتأكيد الالتزام بخفض الانبعاثات ودعم الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية حيث يمكن أن يتواكب أمن الطاقة مع الاستدامة.
مشاركة :